الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> ربيع الجزائر >>
قصائدبدر شاكر السياب
- سلاما بلاد اللظى و الخراب
- و مأوى اليتامى و أرض القبور
- أتى الغيث و انحلّ عقد السحاب
- فروى ثرى جائعا للبذور
- و ذاب الجناح الحديد
- على حمرة الفجر تغسل في كل ركن بقايا شهيد
- و تبحث عن ظامئات الجذور
- و ما عاد صبحك نارا تقعقع غضبي و تزرع ليلا
- و أشلاء قتلى
- و تنفث قابيل في كلّ نار يسفّ الصديد
- و أصبحت في هدأة تسمعين نافورة من هتاف
- لديك يبشّر أن الدّجى قد تولى
- و صبحت تستقبلين الصباح المطلاّ
- بتكبيرة من ألوف المآذن كانت تخاف
- فتأوي إلى عاريات الجبال
- تبرقع أصداءها بالرمال
- بماذا ستستقبلين الربيع ؟
- ببقيا من الأعظم البالية
- لها شعلة رشّت الدالية
- تعير العناقيد لون النجيع
- وفي جانبي كل درب حزين
- عيون تحدّق تحت الثرى
- تحدق في عورة العاجزين
- لو تستطيع الكلام
- لصبّت على الظالمين
- حميما من اللعنات من العار من كل غيظ دفين
- ربيعك يمضغ قيح السلام
- بيوتك تبقى طوال المساء
- مفتّحة فيك أبوابها
- لعل المجاهد بعد انطفاء اللهيب و بعد النوى و العناء
- يعود إلى الدار يدفن تحت الغطاء
- جراحا يفرّ إليه الصغار ترفرف أثوابها
- يصيحون بابا فيفطر قلب المساء
- و ماذا حملت لنا من هديّة
- غدا ضاحكا أطلعته الدماء
- و كم دارة في أقاصي الدروب القصيّة
- مفتحة الباب تقرعه الريح في آخر الليل قرعا
- فتخرج أو الصغار
- و مصباحها في يد أرعش الوجد منها
- يرود الدجى ما أنار
- سوى الدرب قفر المدى و هي تصغى و ترهف سمعا
- و ما تحمل الريح إلا نباح الكلاب البعيد
- فتخفت مصباحها من جديد
- و لما استرحنا بكينا الرفاق
- هماس لأنبييس عبر القرون
- وها أنت تدمع فيك العيون
- و تبكين قتلاك
- نامت وغى فاستفاق
- بك الحزن عاد اليتامى يتامى
- ردى عاد ما ظنّ يوما فراق
- سلاما بلاد الثكالى بلاد الأيامى
- سلاما
- سلاما
المزيد...
العصور الأدبيه