الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> تسديد الحساب >>
قصائدبدر شاكر السياب
- -2
- تلك الرواسي كم انحطّ النهار على
- أقصى ذراها و كم مرّت بها الظلم
- فما فرحن بآلاف الشموس و لا
- من ألف نجم تردى مسّها ألم
- صماء بكماء لم تأخذ و لا وهبت
- و لا ترصدها موت و لا هرم
- لو أدع الله إياها أمانته
- لنالهنّ على إستيداعها ندم
- و لاقتسمن مع الأحياء ما دفعت
- من جزية لا توفى حين تقتسم
- عن كل قهقهة من صرخة ثمن
- و ما استجد دم إلا وضاع دم
- و ما تحمل آلام المخاض و لم
- يقرب من النور إلا الفكر و الرحم
- و إن يكن أسعد الأحياء أكملها
- فإنما هو أشقاهن لا جرم
- قابيل باق و ان صارت حجارته
- سيفا و إن عاد نارا سيفه الخدم
- ورد هابيل ما قضاة بارئه
- عن خلقه ثم ردت باسمه الأمم
- و اليوم في حين وفى الدين غارمة
- إلا بقايا و كادت تخلص الذّمم
- و كاد يرجع للدنيا بشاشتها
- ما قربته الضحايا و هي تبتسم
- مشى على الأرض خلق عاش في دمه
- من وحشها في المخاض الأول الضرم
- خلق تراءى ليحيى ساعة افترست
- عينيه رؤيا لها من هؤلاء فم
- لو يقبض النور بالأيدي لسورة
- دون الورى و لتعمم العالم الظلم
- ريان عطشان لا يروي بلا فرح
- جذلان باد عليه الجوع و البشم
- كأنه و هو ماض في غوايته
- من نفسه اقتص فهو الماء و الحمم
- تفجر الضحك المسلوب من رئة
- منخوبة بعد أخرى هدها السقم
- عن ضحكة أطلقوها فهي صاعقة
- أصابهم و الورى من رجعها صمم
- و استترفوا متعة الأحياء ما دفعوا
- عنها و لا غارما ما استترفوا رحموا
- ثم استزادوا فإن لم يذهبوا دية
- أو يقصروا عن طماح يرجح العدم
المزيد...
العصور الأدبيه