الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> الوصية >>
قصائدبدر شاكر السياب
- من مرضي
- من السرير الأبيض
- من جاري انهار على فراشه وحشرجا
- يمصّ من زجاجة أنفاسه المصفّره
- من حلمي الذي يمدّ لي طريق المقبرة
- و القمر الريض و الدجى
- أكتبها وصيّة لزوجتي المنتظرة
- و طفلي الصارخ في رقاده أبي أبي
- تلم في حروفها من عمري المعذّب
- لو أنّ عوليس و قد عاد ألى دياره
- صاحت به الآلهة الحاقدة المدمّرة
- أن ينشر الشراع أن يضل في بحاره
- دون يقين أن يعود في غد لداره
- ما خضّه النذير و الهواجس
- كما تخضّ نفسي الهواجس المبعثرة
- اليوم ما على الضمير من حياء حارس
- أخاف من ضبابة صفراء
- تنبع من دمائي
- تلفني فما أرى على المدى سواها
- أكاد من ذلك لا أراها
- يقص جسمي الذليل مبضع
- كأنه يقص طينة بدون ماء
- و لا أحس غير هبة من النسيم ترفه
- من طرف الستائر الضبّاب
- ليقطر الظلام لست أسمع
- سوى رعود رنّ في اليباب
- منها صدى و ذاب في الهواء
- أخاف من ضبابة صفراء
- أخاف أن أزلق من غيبوبة التخدير
- إلى بحار ما لها من مرسى
- و ما استطاع سندباد حين أمسى
- فيهن أن يعود للعود و للشراب و الزهور
- صباحها ظلام
- و ليلها من صخرة سوداء
- من ظل غيبوبتي المسجور
- إلى دجى الحمام
- ليس سوى انتقالة الهواء
- من رئة تغفو إلى الفضاء
- أخاف أن أحس بالمبضع حين يجرح
- فأستغيث صامت النّداء
- أصيح لا يرد لي عوائي
- سوى دم من الوريد ينضح
- و كيف لو أفقت من رقادي المخدّر
- على صدى الصور على القيامة الصغيرة
- يحمل كل ميّت ضميرة
- يشعّ خلف الكفن المدثر
- يسوق عزرائيل من جموعنا الصّفر إلى جزيرة
- قاحلة يقهقه الجليد فيها
- يصفر الهواء في عظامنا ويبكي
- ماذا لو أن الموت ليس بعده من صحوه
- فهو ظلام عدم ما فيه من حسّ و لا شعور
- أكل ذاك الأنس تلك الشقوه
- و الطمع الحافر في الضمير
- و الأمل الخالق من توثّب الصغير
- ألف أبي زيد تفور الرغوة
- من خيلة الحمراء كالهجير
- أكلّها لهذه النهاية
- ترى الحمام للحياة غاية ؟
- إقبال يا زوجتي الحبيبة
- لا تعذليني ما المنايا بيدي
- ولست لو نجوت بالمخلّد
- كوني لغيلان رضى وطيبه
- كوني له أبا و أما و ارحمي نحيبه
- وعلميه أن يذبل القلب لليتيم و الفقير
- و علميه
- ظلمة النعاس
- أهدابها تمس من عيوبي الغريبة
- في البلد الغريب في سريري
- فترفع اللهيب عن ضميري
- لا تحزني إن مت أي باس
- أن يحطم الناي و يبقى لحنه حتى غدي
- لا تبعدي
- لا تبعدي
- لا
المزيد...
العصور الأدبيه