الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> اللقاء الأخير >>
قصائدبدر شاكر السياب
- والتف حولك ساعداي ومال جيدك في اشتهاء
- كالزهرة الوسني فما أحسست إلا والشفاة
- فوق الشفاة وللمساء
- عطر يضوع فتسكرين به وأسكر من شذاه
- في الجيد والفم والذراع
- فأغيب في أفق بعيد مثلما ذاب الشراع
- في أرجوان الشاطيء النائي وأوغل في مداه
- .
- شفتاك في شفتي عالقتان والنجم الضئيل
- يلقى سناه على بقايا راعشات من عناق
- ثم ارتخت عني يداك وأطبق الصمت الثقيل
- يا نشوة عبرى وإعفاء على ظل الفراق
- حلواَ كإغماء الفراشة من ذهول وانتشاء
- دوما إلى غير انتهاء
- .
- يا همسة فوق الشفاة
- ذابت فكانت شبه آه
- يا سكرة مثل ارتجافات الغروب الهائمات
- رانت كما سكن الجناح وقد تناءى في الفضاء
- غرقي إلى غير انتهاء
- مثل النجوم الآفلات
- لا لن تراني لن أعود
- هيهات لكن الوعود
- تبقى تلحّ فخفّ أنت وسوف آتي في الخيال
- يوما إذا ما جئت أنت وربما سال الضياء
- فوق الوجوه الضاحكات وقد نسيت وما يزال
- بين الأرائك موضع خال يحدق في غباء
- هذا الفراغ أما تحس به يحدق في وجوم
- هذا الفراغ أنا الفراغ فخف أنت لكي يدوم !
- .
- هذا هواليوم الاخير ؟!
- واحسرتاه! أتصدقين؟ ألن تخفّ إلى لقاء؟
- هذا هو اليوم الأخير فليته دون انتهاء !
- ليت الكواكب لا تسير
- والساعة العجلى تنام على الزمان فلا تفيق!
- خلفتني وحدي أسير إلى السراب بلا رفيق
- .
- يا للعذاب أما بوسعك أن تقولي يعجزون
- عنا فماذا يصنعون
- لو أنني حان اللقاء
- فاقتادني نجم المساء
- في غمرة لا أستفيق
- ألا وأنت خصري تحت أضواء الطريق ؟!
- .
- ليل ونافذة تضاء تقول إنك تسهرين
- أني أحسّك تهمسين
- في ذلك الصمت المميت ألن تخف إلى لقاء
- ليل ونافذة تضاء
- تغشى رؤاي وأنت فيها ثم ينحل الشعاع
- في ظلمة الليل العميق
- ويلوح ظلك من بعيد وهو يومئ بالوداع
- وأظل وحدي في الطريق
المزيد...
العصور الأدبيه