الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> القن و المجرة >>
قصائدبدر شاكر السياب
- و لولا زوجتي و مزاجها الفوار لم تنهد أعصابي
- و لم ترتد مثل الخيط رجلي دونما قوة
- و لم ترتج فهو يسحبني إلى هوه
- و لا فارقت أحبابي
- و لا خلفت اودسيوس يضرب في حبي الغاب
- و تقذفه البحار إلى سواها دونما مرسى
- هناك تركته و طويت عنه كتابي المهجور
- سأكمل سفرتي معه ستحملني إلى جيكور
- سيفته و لن أنسى
- بأن وراء رغو البحر قلبا هده القلق
- و عينا كلما زرع الغروب حدائق الديجور
- بأنجمها الصبايا شد من حملاقها الشفق
- على الأفق البعيد لعل خفقا من شراع أو سنا مصباح
- على اللجج الضواري لاح
- فأه لو كبنلوب الحزينه زوجتي تترقب الأنسام
- لعل جناح طياره
- كمحراث من الفولاذ شقق بينها الأثلام
- ليزره ثم أزهاره
- ألا تبا لحب هذه الآلام من عقباه
- كأن شفاهنا حين التقت رسمت من القبل
- سريرا نمت فيه أنث منه الآه بعد الآه
- و عكازا عليه مشيت ثم هويت من ثقل
- كأن حجارة السور الذي ما بيننا قاما
- لها من هذه القبلات طين شدها شدا
- أدهرا كان أم سبعا من النكبات أعواما
- و لكن ما عليها من جناح كنت معتدا
- بذهني أو شبابي
- سوف أصهرا أغيرها كطين في يد الفنان
- و قد غيرت لكن الذي غيرت ماذا كان
- فؤادا ضيقا كاللحد كيف أوسع اللحدا
- و نفسا حدها بين السرير و بين قائمة الحساب كأنها قن
- من الأقنان
- مداه يمد بين البيت و الحقل
- حبالا قيدت قدميه و هو يردد الألحان
- و لم يك يفهم الكلمات ( ليس لقطرة الطل
- مكان إذ يجوع البطن يا لتلهف الظمآن
- أترويه المجرة و هي بحر هكذا زعموا على الشطآن
- منه تناثرت كسر الكواكب فهي كالرمل
- هنالك و المحار أكل هذا يشبع الجوعان
- و لكني أحن فهل أعود غدا إلى أهلي
- نعم سأعود
- أرجع لا إليها بل إلى غيلان
المزيد...
العصور الأدبيه