قصائدبدر شاكر السياب



القصيدة و العنقاء
بدر شاكر السياب



  • جنازتي في الغرفة الجديدة

  • تهتف بي أن أكتب القصيدة

  • فأكتب

  • ما في دمي و أشطب

  • حتى تلين الفكرة العنيدة

  • و غرفتي الجديدة

  • واسعة أوسع لي من قبري

  • إذا اعتراني تعب

  • من يقظة فالنوم منها أعذب

  • ينبع حتى من عيون الصّخر

  • حتى من المدفأة الوحيدة

  • تقوم في الزاوية البعيدة

  • **

  • و ترفع الجنازة اليابسة المهدّمه

  • من رأسها ترنو إلى الجدران

  • و السفق و المرآه و القناني

  • ما للزوايا مظلمة

  • كأنهنّ الأرض للأنسان

  • تريد أن تحطّمه

  • بالمال و الخمور و الغواني

  • و الكذب في القلب و في اللسان

  • تريد أن تعيده

  • للغاية البليده

  • وصفحة المرآة ما لها تطلّ خاوية

  • ما أثمرت بغانية

  • بالشفة المرجان

  • تنيرها كالشفق العينان

  • و بالهنود العرية

  • كهذه المرآه

  • ستصبح الأرض بلا حياة

  • و في الليالي الداجية

  • في ذلك السكون فيه

  • إلا الرياح العاوية

  • سيفرغ الله من الأموات

  • و يسحب الموت و يغفو فيه

  • مثل دثار الليالي الشاتيه

  • **

  • و هكذا الشاعر حين يكتب القصيدة

  • فلا يراها بالخلود تنبض

  • سيهدم الذي بنى يقوّض

  • أحجارها ثم يملّ الصمت السكون

  • و حين تأتي فكرة جديدة

  • يسحبها مثلّ دثار يحجب العيونا

  • فلا ترى إن شاء أن يكونا

  • فليهدم الماضي فالأشياء ليس تنهض

  • إلا على رمادها المحترق

  • منتثرا في الأفق

  • وتولد القصيدة



أعمال أخرى بدر شاكر السياب



المزيد...

العصور الأدبيه



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط