الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد محرم >> هو الخطب حتى ينكر التاج صاحبه >>
قصائدأحمد محرم
هو الخطب حتى ينكر التاج صاحبه
أحمد محرم
- هو الخطب حتى ينكر التاج صاحبه
- وحتى يظن العرش حتفاً يراقبه
- لئن ماد عرش الفاتحين بربه
- لقد زلزلت من كل عرشٍ جوانبه
- وبات على التيجان إذ ريع تاجه
- نذيرٌ يروع المستبدين ناعبه
- تكشف ظل الملك عنه وأقلعت
- مواسمه عن بابه ومواكبه
- وعطل من نور الخلافة أفقه
- فأمسى وما تنجاب عنه غياهبه
- ثوى عاثر الآمال يؤنسه الأسى
- وتوحشه أوطاره ومآربه
- كأن جلال الملك لم يبد حوله
- مهيباً ولم تضرب عليه مضاربه
- كأن السرايا والفيالق لم تسر
- إلى الموت تثني دونه من يحاربه
- كأن رؤوس الصيد لم تك خشعاً
- لدى بابه المرجو بالأمس حاجبه
- كأن بغاة الجود والمجد لم تفد
- عليه ولم تهطل عليهم مواهبه
- كأن بناة الشعر لم تغش بابه
- بمستعلياتٍ تزدهيها مناقبه
- كأن الألى زانوا المنابر باسمه
- أحلوا بدين الله ما لا يناسبه
- طووا ذكره واستودعوا الله عهده
- وكل امرئٍ رهنٌ بما هو كاسبه
- أرى الناس من يقعد به الدهر ينقموا
- عليه وإن كانت قليلاً معايبه
- ألم يك ظل الله بالأمس بيننا
- نلوذ به والخطب ضنكٌ مذاهبه
- أنطريه قهاراً ونؤذيه مرهقاً
- كفى الليث شراً أن تفل مخالبه
- أما في الثلاثين اللواتي تصرمت
- ذمامٌ لمنكوبٍ توالت نوائبه
- ألم يقض منها ليلة ً نازع الكرى
- مخافة عادٍ يفزع الملك واثبه
- ألم يستطر يوماً لخطبٍ مساورٍ
- محافظة ً من أن تسوء عواقبه
- ألا راحم هل من شفيعٍ أما كفى
- أكل بني الدنيا عدوٌ يغاضبه
- أكان يريد السوء بالملك أم يرى
- مسرته في أن ترن نوادبه
- أكل مآتيه ذنوبٌ أكله
- عيوبٌ ألا من منصفٍ إذ نحاسبه
- أكل ذوي التيجان بالعدل قائمٌ
- أما فيهمو ما لا تعد مثالبه
- أليس الألى غشوه أجدر بالأذى
- وأولى الورى بالشر من هو جالبه
- هم اكتنفوه بالدسائس وافتروا
- من القول ما يعمى عن الرشد كاذبه
- وهم خوفوه الموت حتى كأنما
- يلاقيه في الماء الذي هو شاربه
- يظن ثنايا التاج تضمر ثائراً
- يناوشه من فوقه ويشاغبه
- وأن سرير الملك راصد حتفه
- يخاتله عن نفسه ويواربه
- عنوا بولاة السوء فالشعب سلعة ٌ
- بأيديهمو والملك فوضى مناصبه
- يقرب ذو الزلفى ويقصى أخو الحجى
- ويظلم ذو الحق المؤكد واجبه
- ويأبى احتمال الضيم من لا يطيقه
- فينكب أو ينفى من الأرض صاحبه
- ورب شهيدٍ يضحك الحوت حوله
- ويندبه أخدانه وأقاربه
- مساوئ لو يدري الإمام خفيها
- لظل وما يرقا من الدمع ساكبه
- بأي مجنٍ يمنع الملك ربه
- ومانعه عادٍ عليه فسالبه
- رعى الله قوماً أنهضوا عاثر المنى
- وصانوا حمى عثمان فارتد طالبه
- وحيا الإمام المرتضى وأعزه
- ولا زال أفق الملك تزهى كواكبه
المزيد...
العصور الأدبيه