الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد محرم >> بربك ماذا أصاب البلادا >>
قصائدأحمد محرم
بربك ماذا أصاب البلادا
أحمد محرم
- بربك ماذا أصاب البلادا
- فما تنظر العين إلا حدادا
- فويح القلوب وويح العيون
- لحزنٍ توالى وخطبٍ تمادى
- فقدنا الظهير فقدنا النصير
- فقدنا المجير فقدنا العمادا
- فقدنا المضاء فقدنا الوفاء
- فقدنا الإباء فقدنا السدادا
- فيا لك خطباً يهول النفوس
- ويأبى على الدهر إلا اشتدادا
- ويا طول وجدي على أمة ٍ
- أساء الزمان بها ما أرادا
- إذا أنجبت رجلاً عاجلته
- يد الموت تفجع فيه البلادا
- سلامٌ على راقدٍ لم يكن
- ليهوى القرار ويرضى الرقادا
- وأدنى العيون من النوم عينٌ
- تميت طوال الليالي سهادا
- فإن يسترح جسمه في الثرى
- فذلك مما أطال الجهادا
- جناية نفسٍ لو استودعت
- ذرى شاهقٍ مستقرٍ لمادا
- وإن النفوس مطايا الجسوم
- إلى الموت لو نستبين الرشادا
- فأما الشداد فتمضي سراعاً
- وأما الضعاف فتمشي اتئادا
- وإن حياة الفتى كالثراء
- يصرفه سرفاً واقتصادا
- فهذا يؤخر منه البقاء
- وهذا يعجل منه النفادا
- نظن الحياة دماً جائلاً
- وروحاً تقينا البلى والفسادا
- وما هي إلا حسان الفعال
- تفيد البلاد وتجدي العبادا
- فلا رحم الله إلا امرأً
- يجيب نداء العلا إذ ينادى
- يخوض إليها جسام الأمور
- ويقتاد فيها الصعاب اقتيادا
- ولو أبصر الموت من دونها
- لما رام عن جانبيها ارتدادا
- عزاءً بني مصر عن كوكبٍ
- أحالته أيدي المنايا رمادا
- كأني به يستثير القبور
- ويبعث فيها الحياة اجتهادا
- كأني بأيدي البلا واهناتٍ
- تمارس منه خطوباً شدادا
- عزاءً بني مصر عن فقده
- وضنا بشرعته واعتدادا
- ولا تتعادوا فإن الشعوب
- تموت انقساماً وتحيا اتحادا
المزيد...
العصور الأدبيه