الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> عنترة >> ذابل ومهنَّد >>
قصائدعنترة
ذابل ومهنَّد
عنترة
- بين العقيق وبينَ برْقَةِ ثَهْمَد
- طَلَلٌ لعبلة مستَهلُّ المَعهدِ
- يا مَسْرَحَ الآرامِ في وادي الحمى
- هلْ فيكَ ذو شَجنٍ يَروحُ ويغْتدي
- في أَيمَن العَلميْن دَرْسُ مَعالمٍ
- أوهى بها جَلَدِي وَبَانَ تجلُّدي
- منْ كلّ فاتِنةٍ تَلفَّتَ جيدُها
- مَرَحاً كَسالِفةِ الغَزالِ الأَغْيد
- يا عبْلُ كمْ يُشْجَى فُؤَادي بالنَّوى
- ويرُعني صَوْتُ الغُرابِ الأَسودِ
- كيْف السُّلوُّ وما سَمِعْتُ حمائِما
- يَنْدُبْنَ إلاّ كُنْتُ أوَّلَ منْشِدِ
- ولقدْ حَبَسْتُ الدَّمعَ لا بُخلاً بهِ
- يوْم الوداعِ على رُسوم المَعهَدِ
- وسأَلتُ طَير الدَّوح كم مثلي شَجا
- بأنينهِ وحنينهِ المتَردِّدِ
- ناديْتُهُ ومَدَامعي منْهلَّةٌ
- أيْن الخليُّ منَ الشَّجيِّ المُكْمَدِ
- لو كنتَ مثْلي ما لبثْتَ ملاوة
- وَهَتَفتَ في غُصْنِ النَّقا المُتأَوّد
- رَفعوا القبابَ على وُجوهٍ أشْرَقَتْ
- فيها فغيَّبت السُهى في الفَرْقدِ
- واسْتوْقفُوا ماءَ العُيونِ بأعينٍ
- مَكحولة بالسِّحْر لا بالإثمِدِ
- والشَّمسُ بين مضرَّجِ ومُبلَّجٍ
- والغُصنُ بين موَشَّحٍ ومقلَّدِ
- يطْلعنَ بين سَوالفٍ ومَعاطف
- وَقلائِد منْ لؤلوءٍ وزبَرْجَدِ
- قالوا اللّقاء غداً بمنْعَرَج اللِّوى
- واطولَ شَوْقِ المستَهامِ إلى غدِ
- وتخالُ أنْفاسي إذا ردَّدتُها
- بين الطُّلول محَتْ نقوشَ المبْردِ
- وتَنوفةٍ مَجْهولةٍ قد خُضْتها
- بسنَان رُمْحٍ نارهُ لمْ تُخْمَدِ
- باكَرْتُها في فِتْيةٍ عبْسيَّةٍ
- منْ كلِّ أرْوعَ في الكريهةِ أصيدِ
- وتَرى بها الرَّاياتِ تَخفُقُ والقنا
- وَتَرى العَجاجَ كمثْل بَحرٍ مُزْبدِ
- فهناك تنْظرُ آلُ عَبْسٍ مَوْقفي
- والخيْلُ تَعثُر بالوشيج الأَمْلدِ
- وَبوارقُ البيض الرقاقِ لوامعٌ
- في عارض مثْلِ الغَمام المرعدِ
- وذوابلُ السُّمر الدّقاق كأَنّها
- تحتَ القتام نُجومُ لَيْلٍ أسوَد
- وحوافرُ الخيْل العِتاق على الصَّفا
- مثْلُ الصواعق في قفار الفدْفدِ
- باشرْتُ موكبها وخضتُ غُبارَها
- أطفأتُ جَمرَ لـهيبها المتوقِّدِ
- وكررتُ والأَبطالُ بينَ تصادُمٍ
- وتهاجمٍ وتَحزُّبٍ وتشدُّد
- وفَوارسُ الـهيجاءِ بينَ ممانعٍ
- ومُدافعٍ ومخادعٍ ومُعربدِ
- والبيضُ تلْمعُ والرِّماحُ عَواسِلٌ
- والقَومُ بين مُجَدَّلٍ ومُقَيَّدِ
- ومُوسَّدٍ تَحْتَ التُّرابِ وغيرُهُ
- فَوْقَ التُّرابِ يئنّ غيرَ مُوسَّدِ
- والجوُّ أقتَمُ والنجومُ مضِيئَةٌ
- والأُفْقُ مغْبرُّ العَنانِ الأَرْبدِ
- أقْحَمتُ مُهْري تحْت ظلّ عَجاجةٍ
- بسنان رُمْحٍ ذابلٍ ومُهنَّدِ
- رَغَّمتُ أنفَ الحاسِدينَ بسَطْوتي
- فغَدوْا لـها منْ راكعين وسُجَّدِ
المزيد...
العصور الأدبيه