الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الحكم بن أبي الصلت >> سوابق عبرتي سحي وفيضي >>
قصائدالحكم بن أبي الصلت
- سوابق عبرتي سحي وفيضي
- وإن تعص الدموع فلا تغيض
- فقد أخذ الردى من كان مني
- بمنزلة الشفاء من المريض
- وما وقي الردى بطعان سمر
- وشد سوابق وقراع بيض
- أبا حفص ذهبت بحسن صبري
- وبنت فبان عن عيني غموضي
- خلصت إلى النعيم وبي اشتياق
- دفعت به الطويل إلى العريض
- فما أصبو إلى عب الحميا
- ولا أهفو إلى نغم الغريض
- ذهبت فمن تركت لكل معنى
- شديد اللبس بعدك والغموض
- ومن خلفت بعدك للمعمي
- وللشعر المحكك والعروض
- ويا لرجاء نفس فيك أفضى
- إلى نبأ بموتك مستفيض
- مصاب صاب بالمهجات فيضي
- ورزء قال للعبرات فيضي
- فإن قصرت في البابين فاعذر
- فقد شغل الجريض عن القريض
- شرقت بأدمعي وصليت وحدي
- فها أنا منك في طرفي نقيض
- سقاك وجاد قبرك صوب مزن
- يشق ثراه من روض أريض
- إذا استقري الحيا نحرت عليه
- عشار المزن مرهقت الوميض
- وإن مسحت جوانبه النعامى
- أعيرت نفحة المسك الفضيض
- فقدتك والشباب وريع فودي
- بمرأى من مطالعه بغيض
- ألم بلمتي وذؤابتيها
- فعوضهن من سود وبيض
- وقبلك ما التحت عودي الليالي
- بناب من نوائبها عضوض
- فما فوجئت ذا قلب جزوع
- ولا ألفيت ذا طرف غضيض
- ولكن قائلا يا نفس شقي
- غمار الموت مقدمة وخوضي
- فما قعد الأنام عن المعالي
- لعجزهم وحان بها نهوضي
- وما بلغ العلاء كشمري
- قؤوم بالذي يعيي نهوض
- سأعملها هملعة دقاقا
- تقلقل في الأزمة والعروض
- لها من كل مرقبة وفج
- هوي القدح من كف المقيض
- فأما أخمص فوق الثريا
- وإما مفرق تحت الحضيض
- فأشقى الناس ذو عقل صحيح
- يعود به إلى حظ مريض
المزيد...
العصور الأدبيه