الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الحكم بن أبي الصلت >> ذكر المعاهد والرسوم فعرجا >>
قصائدالحكم بن أبي الصلت
- ذكر المعاهد والرسوم فعرجا
- وشجاه من طلل البخيلة ما شجا
- هيفاء أخجلت القضيب معاطفا
- والرئم سالفة وطرفا أدعجا
- وسقى النعيم بذوبه وجناتها
- فوشى به حلل الرياض ودبجا
- الأس أخضر والشقائق غضة
- والأقحوان كما علمت مفلجا
- لا تسألني عن صنيع جفونها
- يوم الوداع وسل بذلك من نجا
- لو كنت أملك خدها للثمته
- حتى أعيد به الشقيق بنفسجا
- أو كنت أهجع لاحتضنت خيالها
- ومنعت ضوء الصبح أن يتبلجا
- فبثثت في الظلماء كحل جفونها
- وعقدت هاتيك الذوائب بالدجى
- عرضت فعطلت القضيب على
- الكثيب تأودا وتموجا وترجرجا
- وكأنما استلبت غلالة خدها
- من سيف يحيى حده المتضرجا
- ملك عنت منه الملوك مهابة
- لأغر في ظلم الحوادث أبلجا
- أحلى على كبد الولي من المنى
- وأمر في حنك العدو من الشجا
- من سر يعرب ما استقل بمهده
- حتى استقل له المجرة معرجا
- يا من إذا نطق العلاء بمجده
- خرس العدو مهابة وتلجلجا
- عجبا لطرفك إذ سما بك متنه
- كيف استقل بما عليه من الحجى
- سبق البروق وجاء يلتهما لمدى
- فثنى الرياح وراءه تشكو الوجى
- وعدا فألحق بالهجائن لاحقا
- وأراك أعوج في الحقيقة أعوجا
- كالسيل مجته المذانب فانكفا
- والبحر هزته الصبا فتموجا
- ومشى العرضنة بالكواكب ملجما
- مما عليه وبالأهلة مسرجا
- ما دون كفك مرتجى لمؤمل
- لم يلف بابك دون سيبك مرتجا
- بك يستجار من الزمان وريبه
- وإليك من نوب الليالي يلتجا
- فمتى نقس بك ذا ندى كنت الحيا
- صدقت مخيلته وكان الزبرجا
- وإذا عداك بغوا وسعتهم ندى
- وتكرما وتعففا وتحرجا
- بشمائل تبدي ولكن طيها
- لفحات بأس تستطير تأججا
- والبأس ليس ببالغ في نفعه
- حتى يقارن بالسماح ويمزجا
- لم تأل تدأب في المكارم والعلا
- متوقلا هضباتها متدرجا
- حتى أقرك ذو العلا بقرارها
- وشفى بدولتك الصدور وأثلجا
- فأقمت من عمد السياسة ما وهي
- وجلوت من ظلل الضلالة مادجا
- فاسلم لدفع ملمة تخشى ودم
- أبد الزمان لنيل حظ يرتجى
المزيد...
العصور الأدبيه