الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن هانئ الأندلسي >> نظرتُ كما جلّتْ عقابٌ على إرمْ >>
قصائدابن هانئ الأندلسي
- نظرتُ كما جلّتْ عقابٌ على إرمْ
- وإنّي لَفَرْدٌ مثل ما انفرَدَ الزَّلَم
- بمرقبة ٍ مثلَ السِّنانِ تقدّمتْ
- خياشيمهُ واستردفَ العاملُ الأصمّ
- فلا قُلّة ٌ شَهْبَاءُ إلاّ رَبَأتُهَا
- ولا علمٌ إلاّ رقأتُ ذرى العلم
- فقلتُ: أدارُ المالِكِيّة ِ ما أرى
- بأسفَلِ ذا الوادي أم الطَّلْحُ والسلَم
- وأكذبني الطّرفِ فخفّضتُ كلكلاً
- وأطرقتُ إطراقَ الشجاع ولمْ أرمْ
- فلمّا أجنَّ الشّمسَ ريبٌ من الدُّجى
- ولفَّ سوامَ الحَيّ سَيْلٌ من العَتَم
- عرفتُ ديارَ الحيّ بالنّارِ للقرى
- تُشَبُّ وبالأنجوجِ يُذكَى ويَضْطرَم
- وأرعَيْتُها سَمْعي وقد راعَني لها
- صَهِيلُ المَذاكي قبلَ قَرقرة ِ النَّعَم
- فلمّا رأيتُ الأفقَ قد سارَ سيرة ٍ
- مجوسيّة ً واسنحكك اللّوح وادلهمّ
- ولم يبقى إلاّ سامرُ الليلِ هادرٌ
- من البُزلِ أو غِرّيدُ سِرْبٍ من البَهَم
- طرقْتُ فتاة َ الحيّ إذ نامَ أهلُهَا
- وقد قامَ ليلُ العاشقينَ على قدَم
- فقالتْ: أحَقاً كلما جئتَ طارقاً
- هتكتَ حجابَ المَجْدِ عن ظبية الحرَم
- فسكّنتُ من إرعادها وهي هونة ٌ
- ضَعيفة ُ طيّ الخَصرِ في لحظِها سقَم
- أضمُّ عليها أضلعي وكأنّها
- من الذُّعْرِ نَشْوَى أو تطَرّقَها لَمَم
- أميلُ بها ميلَ النّزيفة ِ مسنداً
- إلى الصّدرِ منها ناعمَ الصّدر قد نجَم
- ولم أنسها تثني يدي بمطرَّفٍ
- لطيفٍ على المِسْواك مُختضِبٍ بدَم
- فبتُّ أداري النّفس عمّا يريبها
- ونامَ القَطا من طُولِ لَيلي ولم أنَم
- ولم أنسَ منها نظرة ً حينَ ودَّعتْ
- وقد مُلِئَتْ دَلوُ الصّباح إلى الوَذَم
- أنازعها باللّحظِ سرّاً كأنّها
- تعلّمَ منها اللّحظُ ما نسيض القلم
- وقدْ أحْكَمَ الغَيرانُ في سوءِ ظَنّهِ
- فما شكّ في قتلي وإنْ كانَ قدْ حلم
- فباتَ بقلْبٍ قد تَوَغّرَ خِلْبُهُ
- عليّ وشُبّتْ نارُهُ ليَ واحْتَدَم
- وأقبلَ يستافُ الثّرى منْ مدارجي
- ومَسحَبِ أذيالي على الُّرغْلِ واليَنَم
- فما راعَهُ إلاَّ مكانُ توكّؤي
- على سيَة ِ القوسِ المغشّاة ِ بالأدم
- ومَسقطُ قِدْح من قِداحي على الثّرَى
- و منقدُّ ذيلٍ من ذيولي على الأكم
- وقد صَدّقَتْ ما ظنَّ نَفحَة ُ عازِبٍ
- من الرّوضِ دَلّتْهُ على الطارقِ المُلِمِّ
- يُطيفُ بأطنابِ القِبابِ مُسَهَّداً
- فينشقُ ريحَ اللّيثِ واللّيثُ في الأجم
- لَدَى بِنْتِ قَيْلٍ قد أجارَتْ عميدَها
- فكفّتْ عميدَ الحيِّ عنهُ وإنْ رغم
- و تقنى حياءٍ أنْ يلمّ بخدرها
- فتَنْفِيهِ عنّا هيبة ُ المجدِ والكَرم
- ونَبّهِ أقصَى الحيّ أنّي وتَرتُهُم
- وقدْ ملَّ من رجمِ الظنونِ وقدْ سئم
- هَتكتُ سُجوفَ الخِدرِ وهو بمَرصَدٍ
- فلمّا تعارفنا هممتُ بهِ وهمّ
- فبادرتُ سيفي حينَ بادرَ سيفهُ
- ونبّهَ أقصى أنّي وترتهمْ
- وقد علّ صَدرُ السيفِ من ماجِدٍ عَمَم
- فما أسْرَجُوا حتى تَعَثّرْتُ بالقَنَا
- ولا ألجموا حتى مرقتُ من الخيم
- ومنْ بينّ برديَّ اللذينِ تراهما
- رقيقُ حواشي النفس والطبْع والشّيَم
- يسيرُ على نهجِ ابنِ عمرٍو فيقتدي
- بأروعَ مجموعٍ على فضلهِ الأمم
المزيد...
العصور الأدبيه