الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> هنيئاً لأفق الفضل إنك بدره >>
قصائدابن نباتة المصري
- هنيئاً لأفق الفضل إنك بدره
- وإن سجاياك الكريمة َ زهره
- قدمت قدومَ الغيث يهمي نواله
- ويعبق ريّاه ويبسم ثغره
- وقبلك لم تبصر بنو الشام وابلاً
- من الغيث تهديه الى الشام مصره
- وأقبلت إقبال البدور حقيقة ً
- على جائر الأيام أظلم دهره
- وما كان لولا نور وجهك طالعاً
- من الغرب بدرٌ يملأ الأرض بشره
- وأنت الذي في مصر والشام أشرقت
- معاليه فاستولى على النجم قدره
- لك الصدر من ديوان تلك وإنما
- لصدرك من هذا مدى الدهر سره
- وكم أفقٍ طالت قوادمُ نجمه
- يقصر عن أدنى خوافيك نسره
- تقر لك السادات طوعاً وعنوة ً
- ويحسن سرّ الفضل فيك وجهره
- كأنك في العليا أبوك سقى ثرى
- أبيك حياً يهمي فلله درّه
- وقارك في حزم الأمور وقارهُ
- وبشرك في صنع المعارف بشره
- ترحلت يا يحيى وفضلك خالدٌ
- هو البحر إلا أن جعفرَ نهره
- إلهي أطل للدهر في عمر أحمدٍ
- فيا حبذا الشخص الكريم ودهره
- يوازرُ أملاك الزمان كما ترى
- فيشتدّ بنيان الزمان وأزره
- ويعجبه فعلُ الجميل مطابقاً
- فيحفظ علياه ويبذل وفره
- ولا عيبَ فيه غير إفراط سؤددٍ
- يشقّ على جهد المدائح حصره
- فتى النسب الوضاح والشيمِ التي
- يقلّ لها من بارع الحمد كثره
- وذو البيت أما آلُ يحيى فنظمه
- وأما أبو حفصِ الإمام فبحره
- تقر له السادات طوعاً وعنوة
- ويحسن سر الفضل فيه وجهره
- له قلمٌ ينحو الجميل فرفعه
- لرتبة داعيه وللضدّ كسره
- إذا قام يحيى دولة بسواده
- عنت دونه بيض القرّاع وسمره
- قصيرٌ لأمر مّا يجدع أنفه
- الى أن رأينا الملك قد عزَّ نصره
- بكف فتى ً لو كان للبحر جوده
- لفاض كما قد فاض في الطرس دره
- وممتدح يلقاك منه إذا بدا
- مديد العلى باهي المحيا أغرّه
- يرنحه شدوُ السؤال كأنما
- تثنت بعطفيه وحاشاه خمره
- أنجل العلى قابلتني ساعة العلى
- مقابلة ً لاقى بها القلب جبره
- اذا شيد في نظم امتداحك بيته
- فما هو الا في ذوي النظم قصره
- لمدحك يا معنى النسيب تأخرت
- قوافي نسيبٍ طالما طار شعره
- على أنني مغرى بكل مقرطقٍ
- بما خده ماءُ الحياة وخضره
- عجبت له في كأس مرشفه الطلا
- وفينا ولم يقرب من الكاس سكره
- ثناؤك أشهى من لماه إلى فمي
- ولفظك لا حلو الوصال ومرّه
- فحسبك من قلبي صفاه ووده
- وحسبك من لفظي دعاه وشكره
- و حسبك عبدٌ بالجميل ملكتهُ
- على أنه مستمجد القلب حرُّه
- بقيت لداعي المدح وجهك عيده
- وأنمل كفيك الكريمة عشره
المزيد...
العصور الأدبيه