الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> هل بعد وجهك للرجاء نجاح >>
قصائدابن نباتة المصري
- هل بعد وجهك للرجاء نجاح
- أو بعد شخصك في الحياة صلاح
- يا راحلاً تجبُ القلوبُ لفقده
- الصبر يمنع والبكاء يباح
- لا غروان تذري الدموع أجاجها
- و نداك عذب في الاكف قراح
- لهفي عليك لراحة ٍ مزنية ٍ
- تعيي الغيوث وغيثها سحاح
- لهفي عليك لهمة علوية
- تغضي النجوم وطرفها طماح
- لهفي عليك لئن خلعت شبيبة
- كان الزمان لحسنها يرتاح
- لهفي عليك لئن أثرت مراثياً
- كنا نؤمل أنها أمداح
- ما كان سلخ العام الا طالعاً
- لقلوبنا فيه عليك جراح
- آهاً لفقدك إنه الفقد الذي
- نسخت بيوم عزائه الأفراح
- ما كان يا ابن الفتح يومك بالذي
- فيه لباب تصبرٍ مفتاح
- تبكي عليك يراعة ٌ وبراعة ٌ
- و فصاحة ٌ ورجاحة وسماح
- تبكي عليك من العلوم صحائفٌ
- و من الجيوش أسنة وصفائح
- تمسي اذا ذكرت يراعك بينها
- و دموعها بدل السلاح سلاح
- تبكيك للنعماء آل مقاصدٍ
- كانت بسجلك في الندى تمتاح
- تبكيك للودّ الصحيح صحابة ٌ
- لبكائها نسبٌ عليك صراح
- هذاك عوّام بمدمعه وذا
- حدّ الهموم لقلبه جراح
- تبكي عليك منازلٌ بالرغم أن
- هبط الترابَ هلالها الوضاح
- كان الحمام بها يغرّد فرحة ً
- فاليوم تغريد الحمام نواح
- هل تعلم الورقاء أنيَ مثلها
- لو كان لي بعد الفقيد جناح
- واحسرتاه لجوهريّ فضائل
- ما بعد رؤياه القلوب صحاح
- واحسرتاه ليوسفيّ محاسن
- عاداه صرف زمانه المجتاح
- أيام كمل فضله وتباشرت
- قصاده فغدوا اليه وراحوا
- و ثناه عن عذل العواذل في الندى
- رأيٌ يرى أن السماح رباح
- و غدا ودولة عيشة أموية ٌ
- حتى انتضى سيف الردى السفاح
- هن الليالي الضاربات على الورى
- بنجومها فكأنهن قداح
- يسطو على الآجال رمح سماكها
- و لتسطونّ على السماك رماح
- ما أعدل الدنيا وان جارت بنا
- لم يبق مجزاع ولا مفراح
- أعظم بها من حكمة محجوبة ٍ
- ما للتعمق نحوها إيضاح
- اما الجسوم فللتراب غيابها
- و الى مقدرّ خلقها الأرواح
- جادت صلاح الدين تربك مزنة
- فيها لأحوال الثرى إصلاح
- تبكي على خدّ التراب غيومها
- فتظلّ باسمة ربى ً وبطاح
- حتى كأن ربيعها ونسيمها
- نعمى يديك وذكرك الفياح
المزيد...
العصور الأدبيه