الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> من مبلغ علماء الاعصر الأول >>
قصائدابن نباتة المصري
- من مبلغ علماء الاعصر الأول
- ان التفاصيل قد جمعن في الجمل
- تجمعت في فتى العليا ولا عجبٌ
- ان يجمع الله كل الناس في رجل
- قاضي القضاة الذي سارت مآثره
- بغير مثلٍ يوازيها سوى المثل
- جمال ذي الارض لازالت محاسنه
- عن أفقها وجمال الدين والدول
- من أنشر العلم من بعد الهمود ومن
- ضمّت يداه المعالي وهو كالهمل
- من استقامت به الاوقات واعتدلت
- للناس قبل نزول الشمس في الحمل
- من لو أعارت حلاه المشتري شرفاً
- لم تعترضه عوادي النحس من زحل
- أما دمشق فقد فازت بما ارتقبت
- من طارف السعد أو من تالد الامل
- فليهنها أنّ راعي حكمها يقظٌ
- بالعلم حكم لا بالسعي والحيل
- ليت ابن ادريس لاقى ابن الدروس بها
- لكان يملأ قلب الأمّ بالجذل
- ليت القضاة الأولى عادوا لما فقدوا
- مواقع القلم المرعي بالمقل
- ماأوضح الحكم فيها عن إمام هدى
- بالعلم متزر بالحلم مشتمل
- لين الخلائق صعب البأس مانعه
- كأنه الجد بين السهل والجبل
- أغر لو كان منه في الهلال سناً
- لم يستهل بسعدٍ غير متصل
- و ظاهري الايادي غير خافية ٍ
- وليس عن شيم العليا بمعتزل
- موكل بنقيات الأمور له
- الى العلى عزمُ لا وانٍ ولا وكل
- تزين العلم في عينيه حملها
- كل الدجى وحماها النوم في الكلل
- لم يكس في حلل العلياء يوسعها
- حتى لها عن قدود البيض في الحلل
- له صفاتٌ بها الأقلام راكعة ٌ
- كأنها من قبيل الصحف في قبل
- سل علمه عن خفياتٍ محجبة ٍ
- وعن إحاطة أوصافٍ فلا تسل
- مكارم لو رأى الطائي مسرحها
- لقال لا ناقتي فيها ولا جمل
- و منطق لو أراد الفخر غايته
- لبات بالريّ يشكو بارح الغلل
- و سؤدد يتدانى من تواضعه
- ولو ترقت اليه الشهب لم تصل
- و فصل قول يلذ الخصم موقعهُ
- حتى يودّ قضآء غير منفصل
- قالت يراعته والفكر يرشدها
- اصالة الرأي صانتني عن الخطل
- و أنشدت وبأرض الشام مركزها
- أعلى الممالك ما يبنى على القلل
- و عطلت كتباً في الدين مارقة
- فكلّ درع كتاب قدَّ من قبل
- قد اختمت بيضة الاسلام والتحقت
- بعشّ أقلامه في الحادث الجلل
- كم سعادة علومٍ قد تقدمهم
- تقدّمك السعي بالهادي على الكفل
- اذا قصصت على راوٍ له خبراً
- حلّى من الذوق أو حلّى من العطل
- اذا شدا صوت عافيه ومادحه
- غدا وحاشاه مثل الشارب الثمل
- يا مالي البيت بيت الشعر من مدح
- وكان أقفر بالوعسآء من طلل
- يا من رأى جوده العافون منسرحاً
- فوجهوا العيس تطوي الرمل بالرمل
- ثنى امتداحك شعري عن عوائده
- فما بدأت بتشبيب ولا غزل
- هذا على أنّ لي عيناً مسهدة
- للحبّ مخلوقة الانسان من عجل
- أستلمح البرق غربي الديار متى
- تقدح أشعته الأحشاء تشتعل
- و أستصحّ بمعتل الصبا جسدي
- وربما صحّت الأجسام بالعلل
- و أذكر العيش مصقولا سوالفه
- اذ مصر داري وأحبابي بها خولي
- هيهات ذكرك أحلى في فمي وكلا
- كفيك لا ذوا اللمي أشهى الى قبلي
- تشاغل الناس في لذات دهرهمُ
- وأنت بالفضل والأفضال في شغل
المزيد...
العصور الأدبيه