الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> على مثلها فلتهمِ أعيننا العبرى >>
قصائدابن نباتة المصري
- على مثلها فلتهمِ أعيننا العبرى
- وتطلق في ميدانها الشهب والحمرا
- فقدنا بني الدنيا فلما تلفتت
- وجوه أمانينا فقدنا بني الأخرى
- لفقدك ابراهيم أمست قلوبنا
- مؤججة ً لا برد في نارها الحرى
- وأنت بجناتِ النعيم مهنأ
- بما كنت تبلى في تطلبه العمرا
- عريت وجوعت الفؤاد فحبذا
- مساكن فيها لاتجوع ولا تعرى
- بكى الجامعُ المعمور فقدك بعد ما
- لبثت على رغم الديار به دهرا
- وفارقته بعد التوطن سارياً
- الى جنة المأوى فسبحان من أسرى
- كأن مصابيحَ الظلام بأفقه
- لفقدك نيرانُ الصيابة والذكرى
- كأنّ محاريب القيام بصدره
- لفرقة ذاك الصدر وقد قوست ظهرا
- مضيت وخلفت الديار وأهلها
- بمضيعة ٍ تشكو الشدائد والوزرا
- فمن لسهام الليل بعدك انها
- معطلة ٌ ليست تراشُ ولا تبرى
- ومن لعفافٍ عن ثراً وبني الورى
- عبيد الأماني وانثنيت به حرا
- سيعلم كلّ من ذوي المال في غدٍ
- اذا نصب الميزان من يشتكي الفقرا
- عليك سلامُ الله من متيقظٍ
- صبور اذا لم يستطع بشرٌ صبرا
- ومن ضامر الكشحين يسبق في غد
- الى غاية من أجلها تحمد الضمرا
- أيعلم ذو التسليك أن جفوننا
- على شخصه النائي قد انتثرت درَّا
- وان الأسى كالحزن قد جال جولة ً
- فما أكثر القتلى وما أرخص الاسرى
- الا ربَّ ليلٍ قد حمى فيه من وغى
- حمى الشام والأجفان غافلة تكرى
- اذا ضحك السمار حجب ثغره
- كذلك يحمي العابد الثغر والثغرا
- الى الله قلباً بعده في تغابنٍ
- الى أن رأى صف القيامة والحشرا
- لقد كنت ألقاه وصدري محرج
- فيفتح لي يسراً ويشرح لي صدرا
- و ألثم يمناه وفكري ظامئ
- كأني منها ألثم الوابل الغمرا
- أمولاي أني كنت أرجوك للدعا
- فلا تنسني بالخلد في الدعوة الكبرى
- سقى القطر أرضاً قد حللت بتربها
- و ان كنت استسقي برؤيتك القطرا
- و من كان يرجى منه في المدح أجرة
- فاني أرجو في مدائحك الأجرا
المزيد...
العصور الأدبيه