الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> حاشاك من وحشة تحت الثرى وجلا >>
قصائدابن نباتة المصري
- حاشاك من وحشة تحت الثرى وجلا
- ياسائراً صرت في حزني له مثلا
- سقياً لقربك والأيام عاطفة
- والقلب يسحب أذيال الهنا جذلا
- والسمع قد صمّ عن نجوى عواذله
- وسيف جفنك عندي يسبق العذلا
- حيث التبسم طلاّع الثنية من
- فرط السرور وبشر الطلعة بن جلا
- فبينما أنا معطوفٌ على سكنٍ
- حتى تحركت الأيام فانتقلا
- أشكو إلى الله بيناً لا انقضاء له
- ورحلة للنوى لا تشبه الرحلا
- بيناً أرى فيه للنعش انبعاث سرى
- لا ناقة للسرى فيه ولا جملا
- فليت أن بنات النعش تسعدني
- بأدمع النوء للبدر الذي أفلا
- لهفي عليك وهل لهف بنافعة
- إذا تحدر دمع العين وانهملا
- لم يترك الدهر من أوقات منتظري
- إلا وآخر عمر تندب الأولا
- و تربة يتلقى الحزن زائرها
- كأنها تنبت التبريح والوجلا
- حديثه الظهر إلا أن باطنها
- قد استجنَّ جنان الروضة الخضلا
- أستوقف الجسد المضنى لأندبها
- يا من رأى نادباً يستوقف الطللا
- متيماً نصلت فوداً شبيبته
- وقلبه من حداد الحزن ما نصلا
- يا غائباً ذهبت أيدي الحمام به
- بعداً ليومك ماذا بالحشا فعلا
- إن ينأ شخصك اني بعد فرقته
- أدنى وأيسر ما قاسيت ما قتلا
- أو ينقضي للمنايا بعدنا شغل
- فقد تركن بقلبي للأسى شغلا
- آهاً لعطف معان فيك ذي نسق
- جعلت من بعده نار الأسى بدلا
- هلا بغيرك ألقى الموت جانبة
- لقد تأنق فيك الموت واحتفلا
- هلا قضى غصنك الزاهي شبيبته
- فما ترعرع حتى قيل قد ذبلا
- أفدي الذي كان لي عيشاً ألذ به
- فما أبالي أجاد العيش أم بخلا
- دعا التجلد قلبي يوم رحلته
- فقلت لا ودعا سقمي فقال هلا
- سقم ملكت به معنى النحول فإن
- جاء الخلال بسقم جاء منتحلا
- و مقلة قد طغى إنسان ناظرها
- فكان أكثر شيء بالبكا جدلا
- لا نلت قربك من دار النعيم غداً
- ان كان قلبي المعنى عن هواك سلا
- يا منية الصب أما ثكل مهجته
- فقد أقام وأما صبرها فخلا
- ما أحسن العيش في عيني وأنت به
- أما وأنت بأكناف التراب فلا
- سقي ضريحك رضوانٌ ولا برحت
- ركائب السحب في أقطاره ذللا
المزيد...
العصور الأدبيه