الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> بكيت وما يجدي البكاء على العاني >>
قصائدابن نباتة المصري
- بكيت وما يجدي البكاء على العاني
- وتثبت كفي للأحبة أشجاني
- كأن زماني خاف لحناً فلم يكن
- ليجمع بين الساكنين لاوطاني
- وقالوا عفت حسبان ممن تحبه
- كأن لم تكن شمس الكمال بحسبان
- فقلت لجفنيَ البعيد كراهما
- قفا نبك من ذكرى ديارٍ وجيران
- أأحبابنا أعدا تغير عهدكم
- دموعي فأمست مثلكم ذات ألوان
- وقد كان يكفي أولُ من صدودكم
- فما للنوى ينشي صدودكم الثاني
- ومما شجاني أن جفني ساهرٌ
- على فتان اللواحظ وسنان
- تعشقته لا قول فيه لعاذلٍ
- لديَ ولا في حسنه الفرد قولان
- اذا جال فكري في لماه وخده
- تنزهت ما بين العذيب ونعمان
- و لو نظرت عيني لغير جماله
- لكان اذاً انسانها غير انسان
- شغلت بذكراه ومدح محمد
- فيا لك من حسن لديّ وإحسان
- لعمري لقد حل الكمال بغاية
- من الفضل ترمي الفاضلين بنقصان
- إمام أقامته الفضائل واحداً
- فلم يختلف في فضله الباهر اثنان
- تأخر عن عصر الكرام وفاقهم
- فكان وكانوا مثل بسمٍ وعنوان
- و جهز جيش العسرمن طالبي الندى
- فلابن عليّ في الورى وصفُ عثمان
- إلى جبل من حلمه يقرع الثنا
- اذا غاص من جدواه في فيض طوفان
- فتى العلم والنعماء يرجى ويقتدي
- وفي بابه للجود والعلم بحران
- فوائده للوفد مثل سحابة ٍ
- وأنعمه كالتابعين بإحسان
- و في كفه الغصن الذي كلما جرى
- على صفحات الطرس جاء ببستان
- يراعٌ له كل معضلة سطاً
- تعلمها في الغب من أسد خفان
- و أروع أخبى للائمة منصباً
- يرق ويزهي حين يبكي الجديدان
- فللشافعيّ السائر الذكر بهجة
- فتى حنبلٍ فيها ومالكُ سيان
- و قد أشرقت خدا ابن ثابت فرحة
- فهن بلا شك شقائق النعمان
- سحبت ذيول الفضل واللفظ للورى
- فكنت على الحالين أشرف سحبان
- و أتعبت نفساً للمعالي كريمة
- وليس العلى والمجد إلا لتعبان
- اليك رعاك الله مدحة واصل
- يحاشيك أن تلقى المديح بهجران
- منظمة ً من كل بيت كأنه
- لأفراط ما ضم الولا بيت سلمان
- حلا بك في شعبان مر حديثها
- وقال الورى هذي حلاوة شعبان
المزيد...
العصور الأدبيه