آراء التجاريين في التجارة الخارجية وزيادة المعدن النفيس

انتشرت آراء التجاريين في أوربا 00وأخذت آراء التجاريين الطابع العملي التطبيقي، وتتمثل الفكرة لدى التجاريين في تغليب مصلحة الدولة على مصلحة الفرد00 وتتمثل مصلحة الدولة في مدى قدرتها على الحصول على المعدن النفيس (الذهب والفضة) ومقدار ما تملكه الدولة منه، لذا شجع المذهب التجاري الصادرات إذ هي التي تأتي بالمعدن النفيس، وحذر من الواردات إذ هي التي تذهب بالمعدن النفيس .
كانت هذه هي الفكرة لديهم، ونستعرض آرائهم من خلال ما يلى :-
الأول: الخطوط الأساسية في المذهب التجاري .
الثاني: خصائص المذهب التجاري .
الثالث: تقييم آراء التجاريين .
وسوف نوالى توضيح ذلك :-
اولا :- الخطوط الأساسية في المذهب التجاري :-
يمكن بصفة عامة إجمال الخطوط الأساسية في المذهب التجاري على النحو الآتي:-
1- الاعتقاد في سمو الثروة النقدية00 أو من الناحية العملية في المعادن الثمينة التي تأخذ شكل نقود.
2- وجوب أن تتولى الدولة بنفسها اكتساب المعادن الثمينة.
3- ولما كان من المستحيل أن تحتفظ الدولة بالمعادن الثمينة الموجودة لديها، فإن التجاريين يرون اتباع الوسائل الثلاث الآتية في سبيل تحقيق هذه الغاية :-
أ) العمل على استغلال المناجم المنتجة للمعادن الثمينة.
ب) منع خروج المعادن من الدولة (عن طريق تقليل الواردات).
ج) تشجيع قدوم المعادن إلى الدولة (عن طريق تشجيع الصادرات).
4- يجب احتفاظ الدولة بالمعدن الثمين وسعيها للحصول على أكبر قدر منه00 عن طريق أن تتدخل الدولة لتنظيم كل من الصناعة والتجارة.
أما فيما يتعلق بتنظيم التجارة فيستهدف إعاقة الواردات وتشجيع الصادرات، ويتم هذا بالعمل على إيجاد أسواق خاصة لتصريف المنتجات الوطنية وكذلك استعمار البلاد الجديدة.
5- لما كان من المستحيل تطبيق هذه السياسة بنجاح ، فقد نادى المذهب التجاري بتعارض المصالح القومية للدول فيما بينها، وكانت القاعدة العامة في ذلك المذهب هي أنه لا يمكن لدولة أن تغتني إلا على حساب الدول الأخرى.
ثانيا :- خصائص المذهب التجاري :-
هذا المذهب يتصف بخصائص ثلاث كما يلي :-
1- المذهب التجاري مذهب نقدي: لأنه يعتقد بأن الذهب والفضة إنما يكونان الثروة ذاتها، وأنه يجب بالتالي توجيه النشاط الاقتصادي بأكمله من أجل اكتسابهما، وطبقا لاعتقادهم فإن النقود هي الأداة لزيادة التجارة نتيجة انتقالها من يد إلى أخرى، وبالتالي كلما زادت كمية النقود وزاد تداولها زاد الانتاج وراجت التجارة.
2- المذهب التجاري مذهب وطني : لأن المذهب التجاري يهتم بمصلحة الدولة ويغلبها على مصلحة الفرد ومصلحة الطبقات المختلفة داخل الدولة كل على حدة.
3- المذهب التجاري مذهب تدخلي: لأن هدفه هو تحقيق مصلحة جماعية لانه لا يمكن الثقة في قدرة النشاط الفردي وحده على الوصول إلى هذا الهدف، وبالتالي لا يكون هناك مفر من تدخل السلطات العامة من خلال التشجيع بوسائل متعددة بخصوص الصادرات وتقييد الواردات.
ثالثا :- تقييم آراء التجاريين :-
لم ترق آراء التجاريين لكثير من الاقتصاديين ووجه إليها نقد فيما يلي :-
1- أن التجاريين ينادون بضرورة زيادة ما تملكه الدولة من المعدن النفيس وهذا يتحقق إما من استخراجه من مناجمه، هذا بالنسبة للدول التي وهبتها الطبيعة مناجم للمعادن النفيسة، وإما من خلال التجارة عن طريق زيادة الصادرات وهو ما يعني دخول الذهب والفضة مقابل خروج السلع، وهم بذلك يتناسون أنهم يطالبون بتمام شق واحد من شقي التجارة إذ أن التجارة تشمل كل من الصادرات والواردات في نفس الوقت وطبيعي ألا تستطيع الدول كلها في وقت واحد أن تزيد من صادراتها لأن صادرات دولة ما هي إلا عبارة عن واردات دولة أو دول أخرى .
2- لا تستطيع دولة ما أن تستغني عن الواردات تماما لأن ذلك من شأنه قبول مستوى من المعيشة بدائي جدا، إذ لا تستطيع الدولة أن تنتج كل ما يكفي احتياجات مواطنيها إذ ستظل بعض الحاجات تحتاج إلى إشباع وهذه الحاجات تتطور ، وعليه فلا بد للدولة من الواردات وهي إما واردات من سلع إستهلاكية لإشباع حاجات السكان أو واردات لمستلزمات إنتاج تحتاجها الدولة في صناعتها وبالتالي تكون للصادرات أهمية في الحصول على المعدن النفيس فإن للواردات أهمية لا تقل عن أهمية الصادرات في إشباع حاجات السكان وفي تمويل الصناعات التي تنتج للاستهلاك المحلي أو تنتج للتصدير.
3- تحدثت آراء التجاريين عن الصادرات والواردات من السلع أي الصادرات والواردات المنظورة، ولكن المعاملات الاقتصادية الدولية لا تقتصر على المنظور من الصادرات والواردات بل تضم عمليات أخرى هامة غير منظورة مثل خدمات الشحن والتأمين والبنوك وغيرها.

المزيد من المقالات

اسس قيام التبادل الدولى

آراء التقليديون في التجارة الخارجية وتغليب حرية التجارة

تعريف المقايضة :-

وظائف النقود وخصائصها

انواع النقود

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

محمول

واتساب

إرسال رساله