الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> يا دار لهوي بالنُّجيل من قطنْ >>
قصائدمهيار الديلمي
يا دار لهوي بالنُّجيل من قطنْ
مهيار الديلمي
- يا دار لهوي بالنُّجيل من قطنْ
- جنَّتكِ الفيحاءَ بعدَ من ظعنْ
- أصامتٌ بناطق ونافرٌ
- بآنسٍ وذو خلاً بذي شجنْ
- سرنا وعهدي بك مغنى ً غبطة ٍ
- أمسِ وعدنا اليومَ في مغنى حزنْ
- تشبَّهتْ حورُ الظباءِ بهمُ
- أن سكنتْ فيكِ ولا مثل سكنْ
- مشتبهٌ أعرفه وإنما
- مغالطا قلت لصحبي دارُ منْ
- يا صاحبي عونا وإن أشفَّني
- معْ جلدي قولي لخوّارٍ أعنْ
- قفْ باكيا فيها وإن كنتَ أخاً
- مواسيا فبكِّها عنك وعنّْ
- لم يبقِ لي يومُ الفراق فضلة ً
- من دمعة ٍ أبكي بها يومَ الدِّمنْ
- يا زمنا مرَّ كما اقترحته
- بالعنفِ إن عاد الصِّبا فعدْ إذنْ
- والعيشُ في كفّ المراح ذاهبٌ
- برأسه يقتاده بلا رسنْ
- وصاحبي كلُّ فتى ً مساعدٍ
- ما فطنَ الدهرُ له وقد فطنْ
- معي إلى ما سرَّه أو ضرَّه
- حبّاً لأن يقال خلٌّ مؤتمنْ
- ما فيَّ منْ صالحة ٍ أذاعها
- بجهدهِ أوتكُ عوراءُ دفنْ
- وحاملٍ على الشرور حاملٍ
- في طرفه وكفّه سيفَ الفتنْ
- قد كتبَ الشعر على عارضهِ
- ما أقبح الإعراضَ بالوجه الحسنْ
- يدير مما اختار عسجدية ٍ
- ما قطعتْ عن مثلها هامة ُ دنّْ
- صيغت وسحرَ عينه من طينة ٍ
- واحدة ٍ وبابلٌ أمُّ المدنْ
- تفترُّ عن فأرة ِ مسكٍ كأسها
- إذا انتشى وثغره إذا أذنْ
- كأنما أعداهما بخلقه
- محمدُ بنُ جعفرٍ أبو الحسنْ
- قالوا الرحيلُ فمسحتُ عبرة ً
- زادت على بلِّ الرداء والرُّدنْ
- في كلّ يوم عزمة ٌ يعلمني
- شقاؤها أن النعيمَ في الوطنْ
- يا رحلتي أين يريد الدهرُ بي
- ومن من الناس ترى قالت تمنّْ
- قلت الذي إن جاد لي دهري به
- فما أبالي بسواه كيف ضنّْ
- من بان بالمجد على اتّحاده
- كم من كثيرٍ جمعه ولم يبنْ
- يدٌ تصيب حيثُ سالَ صوبها
- قصدا وكم قد أخطأتْ به المزنْ
- تجمعُ بين الفتك والجودِ له
- وقلّما يبخلُ إلا من جبنْ
- خفّ نوالا ونزالا وله
- حلمٌ إذا وازنَ ثهلانَ وزَنْ
- يا نفس بشرى إنه محمدٌ
- والمشربُ السائغُ والمغنى الأغنّْ
- لا حقَّ لي عند بخيلٍ ناقص ال
- فضل وإن جمَّع مالاً واختزنْ
- يجهلني بديهة ً وإنه
- يزداد جهلا بي كلّما امتحنْ
- لا أحسد المثرى على ما عنده
- من خيره وعرضه فيما وهنْ
- ولا أحطُّ الدهرَ كعبا أن أرى
- وهو سواءً إن صفرتُ واحتجنْ
- لي عفَّتي عنه وما نال له
- وخيرنا من عارك العيشَ الخشنْ
- والمالُ حلوٌ والذي يحيله
- عندي مرّاً أنه يتلوه منّْ
- قناعة ٌ صانت لوجهي ماءه
- كم من حريصٍ لم يجدْ ولم يصنْ
- يخدعني دهري بتسويفاته
- عنها وهل يُخدعُ جفنٌ عن وسنْ
- ما أكثرَ الشاكين من دنياهمُ
- فليت شعري هذه الدنيا لمنْ
- وقد قلبتُ الناسَ في حالاتهم
- فما وجدتُ راضيا عن الزمنْ
- قد جعلوا الشكوى طريقَ بخلهم
- يعتذرون في النعيم بالمحنْ
- لذاك ما صبَّحتُ منهم برقة ً
- تخطف بالشام ويوماباليمنْ
- أقلُّ خوفي أن أضلّ بينهم
- والماءُ إن أزمن في الحوض أجنْ
- لولاك ما حثَّ رجائي طمعٌ
- في مطلبٍ محا اليقينُ كلَّ ظنّْ
- جئتك أهديها على ضنِّي بها
- عذراءَ لا تفتضُّ إلا بالفطنْ
- ناشزه لم ترضَ لولاك فتى
- بعلاً ولم أرض لها قطُّ ختنْ
- مما ابتكرتُ لم تكن مجلوبة ً
- بغارة ٍ أضحت على الشعرِ تشَنّْ
- إذا امرؤ قال لراويها أعدْ
- أطربه كأنما قال تغنّْ
- فخلّها ما شئتَ واقسمْ شرفاً
- أذخرُ منه لهزالي ما سمنْ
- مكارمٌ أوجبها حبُّك لي
- وسنَّها والحرُّ يمضي حيثُ سنّْ
- فإنها في الناس بين مؤثرٍ
- لم يجتهدِ وذي اجتهاد لم يُعنْ
- تكلَّفوها بعد ما قد هرموا
- وإنما رضعتها مع اللّبنْ
المزيد...
العصور الأدبيه