الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> نقيلُ مع الدنيا وقد أورقت لنا >>
قصائدمهيار الديلمي
نقيلُ مع الدنيا وقد أورقت لنا
مهيار الديلمي
- نقيلُ مع الدنيا وقد أورقت لنا
- إلى دوحة ٍ لا ظلَّ فيها ولا جنى
- ونغترُّ عُجبا بالبقاءِ وإنما
- بقاؤك يا مغرورُ ساقَ لك الفنا
- أقمتُ وسار السابقون فسرَّني
- وماظعنَ الجيرانُ إلا لأظعنا
- وصوَّت دهري باسم غيري مغالطا
- وإنيوإن لم يسمِ أوَّلُ من عنى
- وكيف نرجِّي ودَّ يوم وليلة ٍ
- يزيدان مما يُعديان بنقصنا
- يسيغ أبونا الدهرُ منّا دماءنا
- وتأكلنا من هذه الأرض أمُّنا
- ألا طرقتْ صمَّاءُ لا تفهم الرُّقى
- ولا ترهبُ الحاوين مسرى ً ومكمنا
- لأبنائنا ما فوَّقتْ من نبالها
- رمتْ أعزلاً أو دارعا متحصِّنا
- أصابتْ صميما من رجالٍ أعزّة ٍ
- عليّ نحتهم والمصابُ بها أنا
- أحبّاي مدّ الدهرُ نحو حبيبهم
- يدا لم تصافح قطُّ إلا لتغبنا
- تراءت عيونُ الخطب خزرا لعينهم
- ألا ليت أعمى ناظراً لهمُ رنا
- سقى الله قبرا بالخضيريّة الحيا
- فخضَّره ما أمطرَ المزنُ أدكنا
- أميلوا أميلوا من هوادي جيادكم
- إليه فحيّوا نخبة َ المجد والسنا
- قفوا جرِّدوها واعقلوها عقيرة ً
- ليهزلها فقدانُ من كان أسمنا
- ومجرورة مبروزة من سروجها
- مكسّرة من حولها البيضُ والقنا
- لعلّ أبا نصرٍ يردُّ تحيّة ً
- وما هو إلا فاعلٌ لو تمكّنا
- أيا صاحبي والترب بيني وبينه
- برغمي ما اخترتُ الثرى لك مسكنا
- عهدتك منّاعا أبيّا فما الذي
- خدعتَ به فانقدتَ للموت مذعنا
- نعاك لي الناعي فما كدتُ منكرا
- ليومك وهو الحقُّ أن أتيقَّنا
- فشكَّكتهُ مستوحشا من سماعه
- وعمَّيته حتى انجلى وتبيَّنا
- أصابَ الردى من شاءَ بعدك إنني
- أرى كلَّ يومٍ بعدَ يومك هيّنا
- لخولستُ منك البدرَ ليلة َ تمِّهِ
- وجوذبتُ منك الغصنَ ساعة َ يجتنى
- وكنت لآمالي الفسيحة مسرحا
- لو أن المنايا فيك أمهلتِ المنى
- عركتَ بقرنٍ لا هوادة َ عنده
- فعمَّق مااسطاعَ الجروحَ وأثخنا
- إلى ساعة ٍ لا يبلغُ الكيُّ داءها
- ولم تشفَ منها جلدة ُ القرفِ بالهنا
- ومازلتُ من أخذ الضنا منك مشفقا
- عليك إلى أن جاء ما هوَّن الضَّنا
- وأستبعدُ اليومَ الذي فيه راحة ٌ
- لما تشتكي حتى دنا شرَّ ما دنا
- أبا طالبصبرا وإن كان معوزا
- فلا فضلَ في صبرٍ إذا كان ممكنا
- سلبتَ أخاً فاحفظ عليك ثوابه
- فما نمنِ الله الثوابَ لتحزنا
- بكرهى أصفيتُ المودّة باكيا
- له وقضيتُ الحقَّ فيه مؤبِّنا
- على أنه لو هالكٌ رده البكا
- نثرنا خدودا في ثراه وأجفنا
- وكان خبالا في رزيَّة مثلهِ
- ولؤماً بدمع أن يصانَ ويُخزَنا
- ولكنَّه ما لان جنبٌ لطارقٍ
- من الدهر إلا كان أصعبَ أخشنا
- ومن نازَل الأحداثَ بالدمع والبكا
- فمقلتهُ أدمى وأضلعهُ حنا
المزيد...
العصور الأدبيه