الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> من راكبٌ تنجو به ممسوسة ٌ >>
قصائدمهيار الديلمي
- من راكبٌ تنجو به ممسوسة ٌ
- ترمي سهولَ طريقها بحزونهِ
- تغشى الفلا من رأسها وفقارها
- بقويَّه تحت السُّرى وأمينهِ
- ورهاءُ يحلمَ ذو السَّفاه من الونى
- ومراحها في غيَّه وجنونهِ
- مما تنخَّل وافتلاها داعر
- من سرِّ ما صفَّى ومن مكنونهِ
- فأتى بها المقدارُ نخبة َ نفسه
- ما بين بازلهِ وبنت لبونهِ
- كفلتْ لراكبها بآخرِ سوقهِ
- في السير أو ضمنت صلاح شئونهِ
- بلِّغْ بلغتَ المجدَ في أبياته
- والعزَّ بين عراصهِ وقطينهِ
- عنّى بنى عوف على إعراضهم
- إنّ الحديثَ معلَّقٌ بشجونهِ
- عتباً يروّح نفثهُ ثقلَ الجوى
- إن العليل مروَّحٌ بأنينهِ
- إما عموما أو فعج من بينهم
- لأبي العلا وأخي الندى وقرينهِ
- أحطط ببيت أبي قوامٍ فالتبس
- بالليث في أشباله وعرينهِ
- بيت يضمّ البدرَ في إشراقه
- والغصنَ في حركاته وسكونهِ
- ريّان يُجنى الوردُ من أطنابهِ
- خصباً ويُعتصر الندى من طينهِ
- يبنيه أروعُ قاطبٌ متبسّمٌ
- غيرانُ يؤخذ صعبه من لينهِ
- متلثّم والشمسُ تحت لثامهِ
- أو سافرٌ والنجمُ تحت جبينهِ
- وجهُ العشيرة غائرا في حصنهِ
- أو ثائرا غضبانَ دون حصونهِ
- أكل العدا سرفا وأطعمَ مشبعا
- فجفانهُ ملأى بكسب جفونهِ
- فالموت بين قناته وحسامه
- والرزق بين شماله ويمينهِ
- خلَّى بنو أسدٍ عليه شوطهُ
- حسرى ففاز بخصله ورهونهِ
- وتساندوا ليساوقوه واحدا
- فمضى وقصَّر حرصهم عن هونهِ
- بلّغهُ عنّى مخلصا من دونهم
- شكوى ومالك مخلصٌ من دونهِ
- ما للفراتِ وردتُ منه أجاجه ال
- مملوحَ بعد زلاله ومَعينهِ
- والغيثِ كيف تغيّرت أخلاقه
- فبُليت بعد جواده بضنينهِ
- ما بال وجهِ البدر يشرق ليلهُ
- للمدلجين ولى ظلامُ دجونهِ
- من بعد ما غلِّستُ في أنواره
- وسرحتُ في فلواته وحضونهِ
- وإليك يشكو الشعر نقضك عهده
- ويصيح في أبكاره أو عونهِ
- أنت المليّ فكم تلطُّ وعوده
- مطلا وتقعُد عن قضاء ديونهِ
- وتقومُ تدفعُ في صدور حقوقهِ
- بالعذرِ بين خفيِّه ومبينهِ
- يا صاحب الوجه الرقيق سمحتَ في
- مطلى ببذل كريمه ومصونهِ
- ماء الحياء عليه كيف منعتني
- بجفائك المبذولَ من ماعونهِ
- أوَ ما خجلتَ لخرَّدٍ زوَّجتها
- إياك من حورِ الكلام وعينهِ
- يجلو عليكم كلَّ يوم وفدها
- وجها يصيح العذر من عرنينهِ
- يسرى بها الساري ويُصبح فيكم الش
- ادي يطرّبها على تلحينهِ
- منكوحة ومهورها منسيَّة ٌ
- والمهرُ حقٌّ واجبٌ في حينهِ
- ما كان قدرُ ثوابها لي عندكم
- مما يعود بثلمهِ ووهونهِ
- عذرٌ تحسّنه لكم أهواؤكم
- والمجدُ يعذلكم على تحسينهِ
- لوْ جدتمُ لشكرتُ نزرَ عطائكم
- ووهبتُ غثَّ نوالكم لسمينهِ
- ولقد حلفتُ فلا أخاف تحرُّجا
- بالبيتعن بطحائه وحجونهِ
- والخاضعاتِ يقودهنَّ إلى منى ً
- للنحر باذلُ نضوهِ وبدينهِ
- ما طولُ هزّى من عطائك عادة ٌ
- لي في ابتذال الشعر أو تهوينهِ
- ولقد أتيتُ بعزّتي معزّزا
- في جنب ممتنع الجناب حصينهِ
- وأرى وفورَ العرض عند خميصهِ
- كرما وذلَّ العيش عند بطينهِ
- وأخاف إن نشز القريضُ عليكمُ
- من فرط نفرته إزاءَ سكونهِ
- وإذا رأى إنصافه في غيره
- أشفقتُ أن يحمي حمى مغبونهِ
- والماءُ يُشرب تارة ً من منهلٍ
- صافٍ ويُشرقُ تارة ً بأجونهِ
- والجودُ دينٌ فيكم متوارثٌ
- والحرُّ ليس براجع عن دينهِ
- حاشا لمجدك أن يقال بدا له
- في المكرمات وشكَّ بعد يقينهِ
المزيد...
العصور الأدبيه