الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ما كان سهما غار بل ظبيٌ سنحْ >>
قصائدمهيار الديلمي
ما كان سهما غار بل ظبيٌ سنحْ
مهيار الديلمي
- ما كان سهما غار بل ظبيٌ سنحْ
- إن لم يكن قتلَ الفؤادَ فقد جرحْ
- جلبَ الجمالَ يريد أنفسنا به
- ثمنا فتاجرناه فيه كما اقترحْ
- أرجتْ جنانَ السفح فيه بنافضٍ
- ردنيه عن عرف الجنان إذا نفحْ
- عرقُ المجاسد فاض ماءُ شبابه
- و الوردُ أطيبُ منه ريحا ما رشحْ
- في جيده الكافورِ سبحة ُ عنبرٍ
- ما كان أغفلني وليس عن السبحْ
- و أما ومشيتهِ توقرَ تارة
- صلفا وأحيانا يجنُّ من المرحْ
- و مواعدٍ ليَ في خلال وعيده
- مزجتْ بدمع صبابتي دمعَ القدحْ
- لأشاطرنَّ هواه جسمي إن وفى َ
- و لأبخلنّ على العواذل إن سمحْ
- راحت تعنفُ في الصبا ما آن أن
- يثنيك عن أشرَ الثنيَ نهى ُ القرحْ
- و الخمسُ والعشرون تعذرُ فاسدا
- لو ناهزتهْ الأربعون وما صلحْ
- مناك ظنك بي غرورا أنني
- أصحو وفي الظنّ المحالُ المطرحْ
- كالليث والغمرُ استغرَّ بثغره
- فدنا إليه فاسئلي عما كلحْ
- و الصاحبِ التمس الغمامُ تشبها
- بيديه لا جرمَ انظري كيف افتضحْ
- جاراهما ويكاد يغرق فيهما
- بالجود إلا أنه فيه سبحْ
- للعزّ ما منعَ الحسينُ فلم تنل
- كفُّ الزمان وللمكارم ما منحْ
- إن همَّ أبصر غايتيه بحزمه
- كالطرف يدرك نوره أنيَّ طرحْ
- أو جدَّ في خطبٍ كفاه ووجهه
- متبسمٌ فيقول حاسدهُ مزحْ
- كم نعمة ٍ لم تلههِ عن عصمة ٍ
- و جمادِ عامٍ لم يعقهُ أن انفسحْ
- و مدامة ٍ عذراءَ بات نديمها
- و بغارة ٍ شعواءَ يومئذٍ صبحْ
- رفقا فجربهُ وقل في ناره
- إن أضرمتْ وقد اشتواك بما لفحْ
- و اهتزَّ كلكلهُ فكنت سحيقة ً
- بددا فأين يكون ركنك إن نطحْ
- بي أنت ضجَّ السيفُ حتى إنه
- لو كان يومَ يسلُّ ذا صوتٍ لبحْ
- و شكا جوادك في الضوامرِ بثه
- لما استراحت وهو تحتك لم يرحْ
- طرفٌ تعود أنه لو طارد ال
- ريحَ الشمالَ عليه فارسه بطحْ
- و أغرُّ يسرجُ يومَ يسرجُ وجههُ
- زهرَ الكواكبِ قام فيها أو سرحْ
- و مؤدب الأعضاءِ لا يهفو به
- جنباه ما حسَّ الغلامُ وما مسحْ
- فسواه ما خلع اللجامَ ومدَّ طغ
- يانا وما منع الركابَ وما رمحْ
- و لك المقامُ زأرتَ فيه والقنا
- أجمٌ فهان على عرينك من نبحْ
- و الرأيُ أعجزه الصوابُ فلم يشرْ
- فيه سواك ولو أشار لما نصحْ
- أمؤاخذي كرما عليَّ قضيتهُ
- إن ضاق عنه لسانُ شكري أو رزحْ
- غفراً متى قصرتُ عنك فإنني
- بالمدح أولى لو بلغتك بالمدحْ
- هذا ولم تحفزك قدرة ُ خاطري
- ما جاءه عفوا وما فيه كدحْ
- كم نومة ٍ للعاشقين وهبتها
- ليلا أراقب ديكه حتى صدحْ
- و الليلة البهماءُ تولدِ فكرتي
- غراءَ يحسدها الصباحُ إذا وضحْ
- و لأنتَ باستحسانها أنطقتني
- و شرحتَ بالإكرامِ صدري فانشرحْ
- و نسيتَ ما أعطيتنيه وفيهمُ
- حاشا سماحك منْ إذا أعطى لمحْ
- فلغيرك المتسهلُ المبذولُ في اس
- ترخاصه ولك الغرائبُ والملحْ
المزيد...
العصور الأدبيه