الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> للنقص من أعمارنا ما يكملُ >>
قصائدمهيار الديلمي
- للنقص من أعمارنا ما يكملُ
- والدهر يؤيسنا ونحن يؤمِّلُ
- تمشي المنونُ رويدها لتغرَّنا
- أبداً فتدركنا ونحنُ نهرولُ
- يا معجباً بالعيش طال بقاؤه
- نظرا بقاؤك في المنيّة أطولُ
- عن جانبي دنياك فارغبْ آبقا
- ودى الحريصُ وما نجا المتوكّلُ
- وإذا الجفون تخلَّصت من مجهل ال
- شُّبهاتِ خلَّص نفسه من يعقلُ
- من هالكٍ درست عشيّة ُ هلكه
- سبلُ الصلاح وكلُّ نهجٍ مشكلُ
- من كان في الغفلاتِ أعلمَ نفسهُ
- أنَّ المنية طالبٌ لا يغفلُ
- أبكيك للحسناتِ مِتَّ فطلِّقت
- وابنِ السبيل ثويت فهو مسبَّلُ
- حملوك والبركاتُ حولك والهدى
- ميتٌ بموتك فوق نعشك يُحملُ
- ونزلتَ حيث تقرُّ عينُك لا كما
- كانت عيون الحزن حولك تهملُ
- يا قبره النضرَ المروَّضَ بعدما
- قد كان قبل القطر وهو الممحلُ
- بلِّغه عن حزني السلامَ وقل له
- جلدي وإن أظهرتهُ متعمَّلُ
- أوحشتَ هذا المنزلَ البالي الرُّبى
- فهل استفاد الأنسَ ذاك المنزلُ
- هيهات صمَّ فليس يوصلُ مفصحٌ
- قولا إليه ولا يبلِّغُ مرسلُ
- قل لابنه والخير قولُك لابنه
- من كان مسعوداً فمثلك ينسلُ
- لو ردَّ بالجودِ المنيَّة َ باذلٌ
- نجَّى أباك من الردى ما تبذلُ
- أو كان طالبهُ يقاتلَ دونه
- ملأ البسيطة َ دونه من تقتُلُ
- أو كان داءٌ يُستطبُّ شفيتهُ
- لكنّه الداءُ العياءُ المعضلُ
- دنيا تسرُّ بما تضرُّ بمثله
- فاسمٌ لها شهدٌ ومعنى ً حنظلُ
- صبراً ومن عجب الرزايا أنّه
- فيها يُبصَّرُ كيف يصبرُ يذبلُ
- واعلم بأنّ أباً فداك بنفسه
- لتهونُ ميتتهُ عليه وتسهلُ
- فوزاً له إذ كان قبلك يومُهُ
- كم موتة ٍ هي من حياة ٍ أفضل
- ولئن رمته يدُ المنونِ فسهمهُ
- وقد اتقتك بما رمته المخصلُ
- يسليك عنه أن ملأتَ فؤاده
- من كلّ فائدة ٍ تقالُ وتُفعلُ
- وأريته قدميك وهو بمعزلٍ
- متودِّعٌ حيث السِّماك الأعزلُ
- لا يظفرنّ الحزنُ منك بمهجة ٍ
- لم تلق يوماً ما له تتذللُ
- حاشاك يجمعنا بدارك مفزعٌ
- أبداً ويُعقد للمساءة محفلُ
- وورثت عمرَ الدهر سومك عيشة ً
- في العزّ تسحبُ ما تشاءُ وترفُلُ
- فإذا سلمتَ عليه حيّاً مقبلاً
- فأبوك تحتَ الترب ميتٌ مقبلُ
المزيد...
العصور الأدبيه