الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> صديقٌ يداري الحزنَ عنكَ مماذقُ >>
قصائدمهيار الديلمي
صديقٌ يداري الحزنَ عنكَ مماذقُ
مهيار الديلمي
- صديقٌ يداري الحزنَ عنكَ مماذقُ
- ودمعٌ يغبُّ العينَ فيكَ منافقُ
- وقلبٌ إذا عانى الأسى طلبَ الاسى
- لراحتهِ منْ رقَّ ودكّ آبقُ
- بكى القاطنون الظاعنونَ وقوَّضَ ال
- حلولُ وصاحتْ بالفراقِ النواعقُ
- ولكننّي بالأمسِ لمْ تسرِ ناقة ٌ
- بمختلسَ منّي ولمْ يحدُ سائقُ
- سلا عنهُ في أيِّ المفاوزِ فاتني
- وطرفي لهُ راعٍ وطرفي سابقُ
- تباغضنا الدنيا على حبِّنا وإنْ
- رأتْ مللاً ظلّتْ خداعاً توامقُ
- سوى أنّنا نعترُ يا يومَ وبلها
- بعاجلة ٍ والآجلاتُ الصواعقُ
- تصدّتْ بزورِ الحسنِ تقنصنا وما
- زخارفها إلاّ ربى ً وخنادقُ
- تبّسمَ والثغرُ المقبِّلُ ناهشٌ
- وتحسرُ والكفُّ المصافحُ حابقُ
- أتأملْ منها حظوة ً وهي عانسْ
- ولمْ يحظَ أقوامُ بها وهي عاتقُ
- اماتَ أخي في الودَّ أمْ غاضَ زاخرٌ
- منَ العيشِ عنّي أمْ تقوّضَ شاهقُ
- أظلَّ غمامُ ثمَّ طلَّ حمامهُ
- وقدْ كنتُ في عمياءَ وهي بوارقُ
- أعدُّ لهُ الأيامُ ارجو شفاءهُ
- ولا علمَ لي أنَّ المنونَ تسابقُ
- وأعدلُ بالخوفِ الشكوكَ تعلُّلا
- فيا سوءَ ما جرّتْ عليَّ الحقائقُ
- بمنْ لستُ أنسى منْ رواحٍ وبكرة ٍ
- مضى صابحٌ بالأمسِ قبلي وغابقُ
- دعوتُ فما لي لمْ اجبْ إنَّ عائقاً
- أصمَّكَ عنّي أنْ يلبّي لعائقُ
- تخطّى الدواءُ الداءَ وهو مجرَّبٌ
- وفاتَ طبيباً رأيهُ وهو حاذقُ
- خفرناكَ حقَّ الودَّ إذ أنتَ آمن
- وخناكَ يومَ الموتُ غذْ انتَ واثقُ
- وقمنا فأوسعنا إليكَ طريقهُ
- وحولكَ منّا حجفلٌ متضايقُ
- نخالفكَ القصدَ اعتماداً وكنتَ منْ
- تساقُ إلى أهوائنا فتوافقُ
- رحيباً على الطرّاقِ منّا فما لنا
- بعلنا جميعاً يومَ باعكَ طارقُ
- طوى معشرٌ ذاكَ التنافسُ واستوى ال
- حسودُ المعادي فيكَ لي والموافقُ
- وغاضتْ مودَّاتٌ أقضّتْ وقطِّعتْ
- عرى ً كنتَ وصالاً لها وعلائقُ
- سروري حبيسٌ في سبيلكَ وقفهُ
- ولذّة ُ عيشي بعدَ يومكَ طالقُ
- تمسَّكْ بما كنّا عليهِ ولا تحلْ
- عهودٌ وغنْ حالَ الرّدى ومواثقُ
- وكنْ لي على ما كنتَ أمسِ معوِّدي
- غداً مستعدّاً إنّني بكَ لاحقُ
- أتتكَ السواري الغادياتُ فأفرغتْ
- عليكَ ملاءً والجواري الشوارقُ
- ولو لمْ يكنْ إلاَّ البكاءُ لأنبتتْ
- عليكَ بما تجري الحداقُ الحدائقُ
- رثيتُ بعلمي فيكَ حتّى كانّها
- تملّي عليَّ القولَ تلكَ الخلائقُ
- وهلْ يبلغْ القولُ الّذي كنتَ فاعلاً
- ولمْ تسمعْ الحقَّ الّذي أنا ناطقُ
- واقسمُ ما أعطتكَ فضلَ فضيلة ٍ
- أقولُ بها في مائقٍ وهو فائقُ
- وكيفَ يناجي نازحُ السمعِ فائتٌ
- عليهِ مهيلٌمنْ ثرى ًمتطابقُ
- إذا الحيَّ يوماَ في الحيِّ كاذباً
- نفاقاً فإنَّ الحيَّ في الميتِ صادقُ
- مضى صاحبي عنّي وقدْ شابَ ودّنا
- فيا ليتَ هذا والودادُ مراهقُ
- بجهدكَ لا تألفْ خليلاً فإنّها
- بقدرِ مسراتِ الالوفِ البوائقُ
المزيد...
العصور الأدبيه