الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> رضيتُ وما منْ طاعة ٍ كلّ منْ رضيَ >>
قصائدمهيار الديلمي
رضيتُ وما منْ طاعة ٍ كلّ منْ رضيَ
مهيار الديلمي
- رضيتُ وما منْ طاعة ٍ كلّ منْ رضيَ
- وفاءً لغدَّارٍ وحبَّاً لمبغضِ
- وراجعتُ قلبي أسترُ الصَّبرَ بعدهُ
- فلمْ أرَ إلاَّ مقبلاً نحو معرضِ
- حفاظٌ ولكنْ لو وجدتُ جزاؤهُ
- وودٌّ ولكنْ منهُ لمْ أتعوَّضِ
- أكنتَ بصحراءِ الأبيرقِ صارفي
- بعذلكَ عنْ بثِّ الهوى أمْ محرِّضي
- عشيَّة َ لا يخفى جوى متجلدٍ
- ولا تسعُ الأجفانُ دمعَ مغيِّضِ
- وأنتَ تمنيني بدمعٍ سمعتهُ
- وما كانَ إلاَّ قولة ً منْ ممرِّضي
- ألا في ضمانِ اللهِ لبٌّ أطارهُ
- أصيلاً سنا برقٍ بدجلة َ مومضِ
- لهُ منْ سحوقِ الغيمِ ردَّة َ غامدٍ
- وفي خفقانِ الرِّيحِ سلَّة ُ منتصي
- أضاءَ ويومي بالجزيرة ِ مظلمٌ
- يذكِّرني منْ بابلٍ ليلها المضي
- وحسناءُ لمْ ترجُ الإيابَ لغائبٍ
- فترعى ولمْ تنوِ القضاءَ لمقرضِ
- لها منزلٌ بالغورِ بينَ معدَّنٍ
- مشيدٍ ومنشورِ البساطِ مروَّضِ
- حبستُ بهِ أبغي الحياة َ لقاتلي
- غراماّ وأدعو بالشفاءِ لممرضي
- ولمَّا توافقنا وفي العيسِ فضلة ٌ
- بقدرِ الوقوفِ ساعة ً ثمّ تنقضي
- رأتْ شيبة ً ما لوّحتْ بعوارضي
- فصرّحَ بالهجرانِ كلُّ معرَّضِ
- وقالتْ أشيخٌ قلتُ كهلٌ فأطرقتْ
- وقالتْ أمامَ السَّهمِ إنذارُ منبضِ
- يناغيكَ بعدَ الشَّيبِ قلبي وناظري
- ومنْ أينَ يصفو أسودانِ لأبيضِ
- قيالسنِّي أيَّامَ يعطلُ مسحلي
- وصمتي في حلى الِّلجامِ المفضَّضِ
- أنوَّامَ ليلٍ قصَّرَ النومُ عمرهُ
- سلوا ببقاءِ الليلِ منْ لمْ يغمِّضِ
- وكنتمْ جناحي ثمَّ هيض ببعدكمْ
- فهل بعدكمْ عضوٌ إذا طرتُ منهضي
- أأركضُ أبغي في البلادِ معوضة ً
- بكمْ طالَ تطوافي إذن فتركُّضي
- بلى قبصٌ منْ آلِ أيُّوبَ صاحَ بي
- سناهُ وقدْ اعتمتْ دونكَ فاستضي
- رعتْ نفسي الخلاَّتُ قبلَ ودادهِ
- هشيماً فلمَّا عنَّ لي قلتُ أحمضي
- أبا طالبٍ والظنُّ أنَّكَ شافعٌ
- لها في غنى ً عنْ باعثٍ ومحضِّضِ
- شكيَّة َ مملوءٍ منْ الوعدِ قلبهُ
- تحدَّثَ عنْ داءٍ منْ المطل مريضِ
- غنيٌّ بتسويفِ الأماني تقطَّعتْ
- عرى صبرهُ بينَ المجيءِ إلى المضي
- أحلّ بكمْ في الصَّومِ حاجة ً
- وقدْ عبرَ الأضحى بهِ وهوَ يقتضي
- أترضونَ أنْ تصفو لغيركمْ حياضكمْ
- وأرضيَ تغذي جرعة َ المتبرّض
- لعلكمْ ارتبتمْ بفضلِ تسهُّلي
- عليكمْ وإلمامي بكمْئ وتعرُّضي
- فلا تحسبوا ذلاًّ فما منْ ضراعة ٍ
- بدا لكمْ نابُ الشُّجاعِ المنضنضِ
- وغيرك منْ يرمي القضاءَ بذنبهِ
- إذا قيلَ قدْ فرَّطتْ قالَ كذا قضي
- تسمَّعْ لها لمْ توفِ شكركَ حقَّهُ
- ولو قدْ وفتْ ما كنتُ بالشُّكرِ أرتضي
- جميلة ُ وجهٍ عاطلٍ منْ كسى الغنى
- وإنْ وسمتها منكَ حلَّة ُ معرضِ
- وفي القلبِ مالا يبلغِ الفمُ ثبُهُ
- وفي بقريضٍ دونهُ الهمُّ مجرضي
- فعذراً وفوزاً بانبساطي فإنَّهُ
- عزيزٌ على ما اعتادَ فرطُ تقبُّضي
- وأخذا منَ الأيَّامِ أوفى حظوظها
- بخيرٍ تجدِ ما شئتَ منهنَّ وأرفضِ
- تساقُ لكَ الدُّنيا بظهرٍ مذلَّلٍ
- إذا وزعتْ قرما بنفرة ِ ريِّضِ
المزيد...
العصور الأدبيه