الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> ذكرتُ وما وفايَ بحيثُ أنسى >>
قصائدمهيار الديلمي
ذكرتُ وما وفايَ بحيثُ أنسى
مهيار الديلمي
- ذكرتُ وما وفايَ بحيثُ أنسى
- بدجلة َ كمْ صباحٍ لي وممسى
- بقلبي منْ مبانيها مغانٍ
- بنى فيها السُّرورَ فصارَ حلسا
- مغانٍ تجتني منها نعيماً
- ولمْ نغرسْ بفعلِ الخيرِ غرسا
- تركتُ خلالها ورحلتُ قلبي
- فلو عذَّبتُ قلبي ما أحسّا
- شريتُ عراصها نقداً بدينٍ
- فلولا ما شريتُ شكوتُ وكسا
- وبكرٍ منْ ذخائرِ رأسِ عينٍ
- تعودُ بمجلسِ النَّدمانِ عرسا
- يضنُّ بها يهودٌ أو نصارى
- وقدْ كرمتْ وإنْ لؤماً وخسَّا
- خطبناها فقامَ القسُّ عنها
- يخاطبنا فخلتُ القسَّ قسَّا
- يحدُّثُ معرباً ما شاءَ عنها
- ويعهدُ معجماً لكناً وجنسا
- وصارَ بمهرها ثمناً يغالي
- بهِ في ظنِّهِ ونراهُ بخسا
- أسلْ ذهباً تزنْ ذهباً فإنَّا
- نرى في حبِّها الدِّينارَ فلسا
- وخافقة ُ الفؤادِ مشينَ عجلى
- بها الأترابُ وهي تدبُّ همسا
- تعثرَ دهشة ً بالبينِ حتى
- يقلنَ لعاً لها فتقولُ تعسا
- تغوِّثُ منْ نواي بمخطفاتٍ
- حلينَ عواطلاً ونطقنَ خرسا
- إذا فجعَ الفراقُ قبضنَ عشرا
- وإنْ فجأ اللِّقاءُ بسطنَ خمسا
- تقولُ عدمتُ مدَّعياً هواكمْ
- وأصبحَ يومَ بينكمُ فأمسى
- أقيمي غيرَ جازعة ٍ فإنِّي
- أراها وحشة ً ستجرُّ أنسا
- ذريني والتَّطرحُ إنَّ بيتاً
- إذا هو صارَ إلفاً صارَ حبسا
- أجزُ جبلاً وراءَ الرزقِ قالت
- وتتركنا فؤادكَ منهُ أقٌسى
- ألا من مبلغُ الأيَّامَ عنِّي
- وإنْ خجلتْ فما تستطيعُ نبسا
- متابي بعدها منْ كلِّ ذنبٍ
- أناخَ بساحتي ثقلاً وأرسى
- وكانتْ سكرة ٌ أقلعتُ منها
- على صحوٍ وذنبُ السُّكرِ ينسى
- وما اجتمعت بروجردٌ وفقر
- ولا أحدٌ رأى سعداً ونحسا
- فتى أحيتْ بهِ الأيَّامُ ذكري
- وكانَ موسَّداً منهنَّ رمسا
- وقدْ ردَّت نيوبَ الدَّهرِ دردا
- يداهُ وقدْ فغرنَ إليَّ نهسا
- وذادَ سماحهُ الفيَّاضُ عنِّي
- ذئاباً منْ صروفِ الدَّهرِ طلسا
- وأعطى ظاهراً سرفَ العطايا
- فلما عوتبَ استخفى ودسَّا
- أيا سعدُ بنُ أحمدَ ما تسمَّي
- ويا رضوى إذا انتسبَ ابنُ قدسا
- نمتْ أعراقهُ فنماكَ غصناً
- فطبتَ الفرعَ لما طابَ أسَّاً
- وأشرقَ فاستفدتْ النَّورَ منهُ
- فكنتَ البدرَ لما كانَ شمسا
- عظمتْ ندى فلو لويتْ خطوبٌ
- بجودكَ لالتوينَ وكنَّ شُمسا
- وطبتَ يداً فلو لُثمتْ شفاهٌ
- تقبِّلُ راحتيكَ لثمنَ لعسا
- بنائلُ آلِ إبراهيمَ عاشَ ال
- سماحُ وقدْ محاهُ الدَّهرُ درسا
- وهبَّ الرِّيحُ في روحِ المعالي
- فطرنَ وطالما ردِّدنَ قعسا
- عرانينُ مع الجوزاءِ شمٌّ
- تشمُّ عداتها الإرغامَ فطسا
- وأعراضٌ تصافحُ لامسيها
- غداة َ تضرَّسُ الأعراضَ ملسا
- يموتُ حسودها منها بداءٍ
- إذا استشفاهُ عاودَ منهُ نكسا
- دعاني الشَّوقُ يزأرُ بي إليكمُ
- فسرتُ ملبياً والدَّهرُ يخسى
- لأدركَ معجزاتكمُ بعيني
- فيصبحَ منظراً ما كانَ حسَّا
- وكمْ بمديحكمْ بددتْ درَّاً
- على القرطاسِ ما استمددتُ نقسا
- وقد كانَ البنانُ ينوبُ خطَّاً
- فقدْ حضرَ اللِّسانُ يهدُّ درسا
- رعيتُ هشيمَ طرقكمُ لماظاً
- فردوني ألسُّ الحمضَ لسَّا
- وروَّوا منْ نميركمْ غليلاً
- وردتُ بهِ القذى خمساً فخمسا
- فإنَّ اللهَ أوجبها فروضاً
- عليكمْ لا تزالُ الدَّهرَ حبسا
- صلاحُ بلادهِ شرقاً وغرباً
- ورزقُ عبادهِ عرباً وفرسا
المزيد...
العصور الأدبيه