الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> حبستُ وأيّامُ الملوكِ كذاكا >>
قصائدمهيار الديلمي
حبستُ وأيّامُ الملوكِ كذاكا
مهيار الديلمي
- حبستُ وأيّامُ الملوكِ كذاكا
- تكونُ إساراً مرّة ً وفكاكا
- ويحجبُ ظلُّ الأرضُ غرَّة َ شمسها
- فتنزلُ خفضاً تارة ً وسكاكا
- وليسَ يضرُّ النّجمَ مهوى غروبهِ
- إذا عادَ في أفقِ السّماءِ سماكا
- وما قصَّروا منْ خطو سعيكِ للعلا
- وإنْ قصّروا بالقيدِ رحبَ خطاكا
- ومنْ كانتْ الجوزاءُ بالأمسِ نعلهُ
- يكونُ لهُ القيدُ الغداة ُ شراكا
- ملكتُ زماناً جائراً فقسرتهُ
- على العدلِ إذْ ولّيتهُ فأباكا
- ومنْ جعجعً الأقدارَ عنْ طرق كيدهِ
- عطفنَ عليهِ فاستثرنَ وشاكا
- حملتَ الّذي أعيا الرجالَ وغيرهمْ
- فخافوا على ضعف الرقابِ قواكا
- ونفّرَ ذؤبانَ الغضا ريحُ ضيغمَ
- تطيحُ عليهِ نوشة ً وعراكا
- فدّبوا فسدّوا غابه وهو خادرٌ
- فضاقَ عليهِ نهضة ً وحراكا
- وقدْ غرّهُ أنْ يعملَ الحزمَ سابقاً
- على الكيدِ أنْ ليسَ الذئابُ هناكا
- مشى حافياً فوقَ القتادة ِ حاقراً
- لما شامَ منها أخمصيهْ وشاكا
- فإنْ فصدتْ أظفارهِ فلطالما
- أراحَ بها ردعُ الدماءِ وصاكا
- ولاحتْ بهِ للوثبِ نفساً حميّة ً
- تردُّ الرقابَ المصمياتَ ركاكا
- فقلْ للعدا لا تمضغوها تحليّاً
- وإنْ هي طابتْ ذوقة ً وملاكا
- ولا تلمسوا بعدَ التّجاربِ حدّها
- فإنَّ بني عبدِ الرّحيمِ أولاكا
- همْ اليزنيّاتُ الّتي إنْ أغبَّكمْ
- بها زاعرٌ منّي فكرَّ دراكا
- فلا تستقلّوا مغمدا منْ سيوفهمْ
- وقدْ حزَّ في أعناقكمْ فأحاكا
- ولا تحسبوا استهلاككمْ خزنَ مالهمْ
- يجرُّ على غيرِ النّفوسِ هلاكا
- فإنَّ الجيادَ الطيّباتَ عروقها
- تكونُ هزالاً مرّة ً وتماكا
- ألا يا بشيرَ الخيرِ قلْغير متّقٍ
- متى نلتَ منْ رؤيا الوزيرِ مناكا
- وأمكنكَ الحرَّاسُ منْ بسطِ قولة ٍ
- تبوحُ بها جهراً وتفتحُ فاكا
- توكَّلْ على منْ غمّها في سفارها
- فكمْ كنتَ في أمثالها فكفاكا
- وإنْ هذا طمّتْ على إخواتها
- فوكّلْ بها الصّبرَ الجميلَ أخاكا
- ولا تحسبنَّ الشرَّ ضربة َ لازبٍ
- وإنْ طالَ في هذا المطالِ مداكا
- فقدْ يخطئُ الجلدُ المصيبُ بغدرة ٍ
- وكمْ وألتْ منْ عثرة ٍ قدماكا
- ستخلصُ منْ أدناسها نازعاً لها
- ولمْ يتعلّقْ عارها برداكا
- كأنّكَ بالإقبالِ قدْ هبَّ ثائراً
- فناشكَ فيها ثمَّ ردّكَ ذاكا
- وقد زادكَ التخميرُ عبقاً وضوعة ً
- ونشراً كأنَّ الحبسَ كانَ مداكا
- وسلِّمْ سهمُ الانتقامِ مفوّقاً
- إليكَ لترمي منْ بغى فرماكا
- فودَّ إذاً لو شقَّ عنهُ إهابهُ
- وما شقَّ بالغدرِ المصرِّ عصاكا
- فعاذرُ ركنُ الدينِ في الحفظِ أنّهُ
- جناهُ عليكَ ماعليهِ جناكا
- فما زالَ معْ إلماعهِ لكَ بالأذى
- إذا أقرضَ الإنغامَ منكَ قضاكا
- يزيدكَ علماً بالرجالِ وفطنة ً
- ويكرهُ قوماً بغضة ً وفراكا
- ويعلمْ أنْ ما زلتُ في كلِّ حالة ٍ
- سناداً لهُ في ملكهِ وملاكا
- وتمشي بكمْ وخداً وجمزاً أمورهُ
- وتمشي بأقوامٍ سواكَ سواكا
- فعطفاً على المألوفِ منْ برِّ عهدهِ
- وإنْ هو في هذا المقامِ جفاكا
- وسمعاً وإنْ لمْ تستمعْ لعيافتي
- وزجري وإنْ لمْ تصغِ لي أذناكا
- وحاشاكَ أنْ تخلو منْ اسمكَ مدحة ٌ
- ويقفرَ منْ وفدِ الثناءِ ذراكا
- وأنْ لا أرى في الصدرِ وجهكَ طالعاً
- وعينِ القوافي والرَّجاءِ تراكا
- وحاشاكَ منْ يومٍ جديدٍ وموقفٍ
- أقومُ إليهِ منشداً لسواكا
المزيد...
العصور الأدبيه