الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> تُراك ترى غدوّاً أو أصيلا >>
قصائدمهيار الديلمي
- تُراك ترى غدوّاً أو أصيلا
- يعود ولم يُعدْ خطباً جليلا
- وهل تلقى مقيلا من هموم
- وجدن حشاك للبلوى مقيلا
- بلى هي تلك تأكلني سميناً
- أصابتني فتُمعنُ أو هزيلا
- نواهض بعد لم أنهض بعبءٍ
- وقد قرَّبن آخر لي ثقيلا
- كموج البحر خطبٌ إثرَ خطبٍ
- فليت الدهرَ روَّحني قليلا
- إلام أصاحب الأيامَ جلداً
- وجسمي ليسَ يصحبني نحولا
- أعاركها ولي لا بدَّ منها
- غداً قرنٌ يغادرني قتيلا
- وما خطبٌ أجبتُ نداءَ حزني
- له ودعوتُ يا دمعي نزولا
- كصبح حين صبَّح أمسِ عيني
- أراني كيف أغتبقُ العويلا
- ومفجوعين من أبناء سعد
- فروع علاً يبكُّون الأصولا
- رضوا بالصمت من حزنٍ خشوعاً
- وقد وجدوا إلى القول السبيلا
- وما استغفرتمُ إلاّ لشخصٍ
- أعدّ ليومه الذخر الجزيلا
- وحاكت أمّكم للحشر ثوباً
- عريضاً من نزاهتها طويلا
- ستلبسه غداً ويطول عنها
- فتُلحقكم شفاعتُها الفضولا
- سقى يا قبر ساقيتيْ دموعي
- وما عطشاً سألتُ لك السيولا
- محلّتك المنسيتي شبابي
- ومنزلك المذكّرني الرحيلا
- سحابٌ يُنبت الحصباءَ خصباً
- ويؤهلُ صوبهُ الرَّبعَ المحيلا
- ولا برح النسيم ثراك حتى
- يجرّرَ فوقه الروضُ الذيولا
- لقد أنطقتَ خرساءَ النواعي
- وعلَّمت المؤبِّن أن يقولا
- وقالوا ما يمسُّك من مصابٍ
- عداك الأهلَ والأبَ والقبيلا
- فقلت وهل جناني منه خالٍ
- إذا ما ناب تربا أو خليلا
- أبا الغاراتِ إن الصبر حصنٌ
- من التسليم عيبُك أن يميلا
- قبيحٌ والفضائلُ عنك تُروى
- يبَصَّر مثلُك الصبرَ الجميلا
- وما شمسُ النهار وأنت بدرٌ
- بمزعجة ٍ إذا عزمت أفولا
- أعرها كلّما صعُبتْ عزاءً
- يريك وعورَ مسلكها سهولا
- وصن بالصبر قلبك وهو سيفٌ
- قراعُ الهمّ يملؤه فلولا
- إذا رضى الحجورَ الموتُ قسما
- فمشكور بما ترك الفحولا
المزيد...
العصور الأدبيه