قصائدمهيار الديلمي



تغربْ فالبدار الحبيبة ِ دارُ
مهيار الديلمي



  • تغربْ فالبدار الحبيبة ِ دارُ

  • و فكَّ المطايا فالمناخُ إسارُ

  • و لا تسأل الأقدارَ عما تجره

  • مخافة َ هلكٍ والسلامة ُ عارُ

  • إذا لم يسعها الأمنُ في عقر دارها

  • فخاطر بها إنّ العلاءَ خطارُ

  • أرى إبلي تعصى الحداة َ كأنما

  • بوازلها تحتَ الحبالِ بكارُ

  • تقامصُ من مسَّ الهوان جنوبها

  • كأنّ الأذى طردٌ لها وعوارُ

  • تحسى القدى المنزورَ من ماءِ أهلها

  • و تأبى َ النميرَ العدَّ وهوبحارُ

  • و مذ علمتْ أن الحشاشة َ ذلة ٌ

  • ففي خطمها من أن تخشَّ نفارُ

  • لغيري قرى ألبانها ولحومها

  • و لاقحة ٌ من أدمها وحوارُ

  • متى دبَّ ماءُ الضيم فيها فلم تعدْ

  • مطيَّ قفار الأرض وهي قفارُ

  • و إن لم تناضلْ من عقودِ نسوعها

  • نصولُ نعيَ سيبَ اللصابِ تبارُ

  • ظرابُ الغضا من تحت أخفافها سفاً

  • يطيشُ وأحقافُ الغويرِ حفارُ

  • كأنّ السياطَ يقتلعنَ إذا هوت

  • سفائنَ منها والسرابُ بحارُ

  • مقامي على الزوراء وهي حبيبة ٌ

  • مع الظلم غبنٌ للعلا وخسارُ

  • و كم حلة ٍ مجفوة ٍ ولها الهوى

  • و أخرى لها البغضاءُ وهيْ تزارُ

  • و في غيرها المجدُ الذي كان مرة ً

  • لها شرفٌ في قربه وفخارُ

  • إذا حملتْ أرضٌ ترابَ مذلة ٍ

  • فليس عليها للكريم قرارُ

  • و كم عزمة ٍ مرتاضة ٍ قد ركبتها

  • فخضتُ بها الحاجاتِ وهي غمارُ

  • و ذي سنة ٍ فجعتُ بالنوم عينه

  • و أجفانه عطفاً عليه طوارُ

  • صحا لي وقد ناديتُ من سكرة ِ الكرى

  • و قد دار في عينيه منه عقارُ

  • تبخرتُ أقصى جودهِ وهو كارة ٌ

  • و لم يك للمولى عليّ خيارُ

  • و ليلٍ أضافَ الصبحَ تحت جناحه

  • و حصَّ فلم يرفعهُ عنه مطارُ

  • هجمتُ عليه فادحا ببصيرتي

  • دجاهُ وليلُ الزبرقانِ نهارُ

  • و مشترفٍ من العفافِ أطلعتهُ

  • و قد نم واشٍ واستقام نوارُ

  • فلمَ يتوصمني وسادٌ علوته

  • بعيبٍ ولم يشهدْ عليَّ إزارُ

  • و قافية ٍ أسهلتُ طريقها

  • لها في حلوقِ القائلين عثارُ

  • نضار من القول الذي لم يردْ به

  • لجينٌ ولم يوجد عليه نضارُ

  • إذا ما استبقن الحسنَ يبسطن عن فمي

  • شردنَ فلم يعلقْ لهن غبارُ

  • يعيرني قومٌ خلَّ معاطني

  • و فيهم رغاءٌ ما اشتهوا ونعارُ

  • و لاعيبَ أن أهزلتُ وحدي وأسمنوا

  • إذا أنا أنجدتُ العلاءَ وغاروا

  • و لستَ ترى الأجسامَ وهي ضئيلة ٌ

  • نواحلُ إلا والنفوسُ كبارُ

  • خفيتُ ونوري كامنٌ في قناعتي

  • و ما كلُّ ما غمَّ الهلالَ سرارُ

  • و كيف أذود النومَ أخشى خصاصة ً

  • و لي من كلاءاتِ الوزير جوارُ

  • و نعماه إن دهري أغار حماتهُ

  • على الحرّ من مسّ الهوانِ تغارُ

  • إذا ضمني مؤيد الملك مانعا

  • فما لدمِ الأيام عنديَ ثارُ

  • نكولي إذا أمسكتُ أطرافَ حبله

  • قويً وافتقاري في ذراه يسارُ

  • سقى اللهُ ماءَ النصر بنانها

  • غصونٌ لها درُّ البحار ثمارُ

  • و حيا على غم الكواكب غرة ً

  • أسرتها للمعتقين منارُ

  • ترى الرزق شفافا وراء ابتسامها

  • كما شفَّ عن لمع البروق قطارُ

  • و زاد انبساطا في الممالك راحة ٌ

  • يمينُ الحيا إن جاودته يسارُ

  • من القوم لو طار الفخارُ بمعشرٍ

  • إلى غاية ٍ فوق السماء لطاروا

  • بنى الملكِ والدنيا بماءِ شبابها

  • و أيامها زغبٌ تدبُّ صغارُ

  • خيامٌ على أطنابها رخجية ٌ

  • لها في سماوات الفخار ديارُ

  • و زيرية ٌ جدا فجدا يعدها

  • على المجدِ عرقٌ ضاربٌ ونجارُ

  • يراحُ عليها بالعشيَّ لبونها

  • إذا روحتْ على البيوتِ عشارُ

  • و شقَّ دجناتِ الخطوبِ برأيه

  • بصيرٌ به سرُّ الغيوب جهارُ

  • إذا ردَّ في أعطافه لحظاتهِ

  • تشعشعَ سربالٌ له وصدارُ

  • قريبُ الجنى حلوٌ لأيدي عفاتهِ

  • و أشوسُ بين العاقرين مرارُ

  • إذا ما بدا للعين راقت بشاشة ٌ

  • عليه وراعت هيبة ٌ ووقارُ

  • فيطمعُ فيه ثغرهُ حين يجتدى

  • و يؤيسُ منه الأنفُ حين يغارُ

  • له اللهُ من ملك حميت سريرهُ

  • و غايتهُ للطامعين وجارُ

  • و قد نام عنه الدافعون وكشفتْ

  • خباياه للأبصارِ وهي عوارُ

  • مددتَ بباعيه فلم يرَ معصمٌ

  • له بارزاً إلا وأنتَ سوارُ

  • و غربك الأعداءَ خلقٌ مسامحٌ

  • لهم وخلالٌ أن رضيتَ خيارُ

  • و ما علموا أنّ النصولَ شوارعٌ

  • على علقِ الأكبادِ وهي طرارُ

  • فإنَّ رقابَ الأسد جون عراكها

  • مصارعُ للآجالِ وهي قصارُ

  • و قد جربوا عزميك والجودُ ساكنٌ

  • على السلم والنقعُ الأغمُّ مثارُ

  • و كم لك من يومٍ يخيم شجاعهُ

  • و لا يصمُ المهزومَ منه فرارُ

  • تناكرَ عنه المدعون فلم يكن

  • سوى اسمك للأبطالِ فيه شعارُ

  • وقفتَ له والمرهفاتُ كأنها

  • دبى ً فوق بيضِ الدارعين مطارُ

  • و لو أنَّ حدَّ السيف خانك دونه

  • وَ في لك جدٌّ لم يعقه عثارُ

  • أسلْ مزنتيْ كفيك يغرقْ بها العدا

  • و سمْ باسمك الأعداءَ فاسمك نارُ

  • و لا تلقَ يومَ الروع إلا مصالتا

  • بجدك إن كلت ظباً وشفارُ

  • فإنّ لجرحِ السيف لا بدَّ ثائرا

  • له وجراحات الجدود جبارُ

  • قضى اللهُ في حسادِ ملكك أنهم

  • وقودٌ وأنّ الغيظَ منك شرارُ

  • فألسنهم غيظاً بواردُ رطبة ٌ

  • و أكبادهمُ خلفَ الضلوع حرارُ

  • تناهوا حذارا أن يعلى حديثهم

  • فما بين كلَّ اثنين فيك سرارُ

  • و لاموا نجومَ السعدِ جهلا وإنما

  • تدورُ لك الأفلاكُ حيث تدارُ

  • تواقفُ أقدامَ الأسودِ كأنما

  • جنابك عزا أن يرامَ مغارُ

  • و تخجلُ من دفع الحقوقِ كأنما

  • لثامك من فرط الحياء خمارُ

  • أجبْ دعوة يا سيد الوزراء لم

  • تجبها قريبا إذ دعتك مرارُ

  • تناديك عن شوق مواقدُ نارها

  • فؤادي وأنفاسي الحرارُ أوارُ

  • أداريه خوفَ الشامتين وظاهري

  • قياسٌ لما في باطني وعيارُ

  • إلى كم يقلُّ البعدُ ظهري وكم يرى

  • لجنبي على جمر الفراق قرارُ

  • كأني حيالَ البعدِ بيني وبينكم

  • يقدُّ أديمي أو حشايَ تعارُ

  • و ليتَ الومانَ المطربي باقترابكم

  • كما زال سكرٌ منه زال خمارُ

  • يكاد نزاعي نحوكم أن يطيرَ بي

  • و هل لقصيصٍ في السماءِ مطارُ

  • و أطمعَ قومٌ بعدكم في تهضمي

  • فشنوا على أحسابكم وأغاروا

  • و لم يعلموا مقدارَ عطفة ِ جودكم

  • عليَّ فلي نقصٌ بهم وضرارُ

  • إذا حبسوا الماءَ الذي سقتموهُ لي

  • فمن أين تسقى سرحتي وتمارُ

  • و قد علموا أن لا ارتجاعَ لنيلكم

  • و لا الثوبُ مما تلبسون معارُ

  • عسى اللهُ أن يقتادَ لي بإيابكم

  • فيدركَ من باغي انتقاصيَ ثارُ

  • بكلَّ عزيزٍ بذلها عند قومها

  • لها منصبٌ معْ حسنها ونجارُ

  • إذا خطرتْ بين الرواة ِ حسبتهم

  • يمانينَ فيما يحملون عطارُ

  • تنمُّ بما فيها كأنَّ طروسها

  • لطائمُ أهدتها إليك صحارُ

  • تضوعُ رنداً فارسياً لجنسها

  • و للعرب فيها حنوة ٌ وعرارُ

  • إذا جليتْ عطلي عليك فحليها

  • علاك وحسنُ الإستماع نثارُ

  • على المهرجان وسمة ٌ من جمالها

  • عروبة ُ منها فاصلٌ وشيارُ

  • لئن قصرَّ المقدارُ خطويَ عنكمُ

  • فلي غاية ٌ في بعثها وقصارُ



أعمال أخرى مهيار الديلمي



المزيد...

العصور الأدبيه



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟