الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> إذا لم يقرِّبْ منك إلا التذلُّلُ >>
قصائدمهيار الديلمي
إذا لم يقرِّبْ منك إلا التذلُّلُ
مهيار الديلمي
- إذا لم يقرِّبْ منك إلا التذلُّلُ
- وعزَّ فؤادٌ فهو للبعد أحملُ
- سلوناك لما كنتَ أوّلَ غادرْ
- وما راعنا في الحبِّ أنكَ أوّلُ
- إذا أحدُ الحبَّين كان ممرَّضا
- فأوفى الحبيبين الذي يتبدّلُ
- وقالت مشيبٌ والجمالُ عدوُّهُ
- فقلت خضبناه فأين التجمُّلُ
- سوادان لكن مؤنسٌ ومنفِّرٌ
- وما منهما إلا يحولُ فينصُلُ
- وساترتُها سنَّ الكمال بصبغة ٍ
- رأتها فقالت صبغة ُ الله أفضلُ
- وبغَّض خدّا بالمشيبِ معنبراً
- إليها عذارٌ بالشبابِ مغلَّلُ
- وكان بعيني شعلة ً وهو مظلمٌ
- فصار بقلبي ظلمة ً وهو أشعلُ
- سمحتُ ببذل العيش يا حارِ بعدكم
- وكنتُ بكتمان النصيحة أبخلُ
- وبتّ أرى أنّ الجفاءَ سجيّة ٌ
- لكلّ خليلٍ والوفاءَ تعمُّلُ
- وحرّمَ عزُّ الموسويِّ جوانبي
- على الضّيمِ حتى جازها ما يحلِّلُ
- أحقُّ بآمالي أخو كرمٍ أرى
- بعينِ يقيني عنده ما أؤمّلُ
- ولما أتاح الدهرُ لي من لقائه
- بشائرَ عجلى بالذي أتأجَّلُ
- جلا لي وجهاً طالعاً من أحبُّه
- ومدّ يميناً حقُّها ما تُقبَّلُ
- فقلت أمصباحٌ أم الشمس أفتقت
- وهذي اليد البيضاءُ أم فاضَ جدولُ
- وناشرني ودّا شككتُ لطيبه
- أفغمة ُ مسكٍ أم رداءٌ ممندَلُ
- أبا القاسم استمتع بها نبويَّة ً
- تراجعَ عنها الناسُ فيما توغَّلوا
- محاسنُ إن سارت فقد سار كوكبٌ
- بذكرك أو طارت فقد طار أجدلُ
- تحدَّثَ عنها الناطقون وأصبحتْ
- بها العيسُ تحدى والسوابقُ تصهلُ
- سما للعلا قومٌ سواك فلم تنَلْ
- سماؤك حتما إن باعك أطولُ
- وأغرى الكمالُ الحاسدين بأهله
- قديماً ولكن داءُ شانيك أعضلُ
- ألستَ من القوم استخفّت سيوفهم
- رقابَ عداً كانت على الموت تثقُلُ
- طلوبين لحّاقين عصمُ يلملمٍ
- تزاورُ عن أرماحهم ثم تنزلُ
- مشت فوق أنماط الملوك جيادُهم
- وباتت بأعوادِ الأسرَّة تُعقلُ
- غلامُكمُ في الحجفل ابنُ عجاجة ٍ
- مغيِّمة ٍ من دجنها الدمُ يهطلُ
- يعانقُ منه الموتَ عريانَ تحتها
- شجاعٌ بغير الصبر لا يتنثَّلُ
- وشيخكمُ في المحفل ابنُ مهابة ٍ
- يوقَّرُ عزّا بينكم ويبَّجلُ
- غنيٌّ ببادي رأيه عن تليِّهِ
- صموتٌ كمكفيٍّ قؤولٌ فيفصلُ
- وكهلكمُ في فتكه وانبساطه
- فتى ً وفتاكم في الحجا متكهِّلُ
- وأنتم ولاة الدِّين أربابُ حقّهِ
- مبينوه في آياته وهو مشكلُ
- مساقطُ وحى الله في حجراتكم
- وبينكمُ كان الكتاب يُنزَّلُ
- يذادُ عن الحوض الشقيُّ ببغضكم
- ويوردُ من أحببتموه فينهلُ
- ختمتم على حرّ الخواطر أنه
- لكم ما انتهى فكرٌ وأسمح مقولُ
- تؤدَّى فروضُ الشعرِ ما قيل فيكمُ
- وفي الناس إما جازكم يتنفّلُ
- نحمِّسُ من آثاركم وعلاكمُ
- وننسبُ من أحلامكم ونُغزِّلُ
- لك الخير ظنّي في اعتلاقك عاذري
- فلا تتركنْ يا حرُّ وعدك يُعذلُ
- لعمري وبعضُ الرَّيثِ خيرٌ مغبّة ً
- ولكن حسابُ الناس لي فيك أعجلُ
- تشبَّثْ بها أكرومة ً فيَّ إنها
- كتابٌ يوفَّى في يديك مسجَّلُ
- وصبراً مضى شهر الصيام وغودرت
- مغانيه حتى الحولِ تعفو وتعطُلُ
- علمتُك حزاناً عليه وبعضُهم
- بفرقته مستبشرٌ متهلِّلُ
- تعفَّفتَ فاليومان عندك واحدٌ
- وأحظاهما ما كان بالدِّين يُشغلُ
- تناهت بك الأيام حتى قد اغتدى
- مهنِّيك عجزا عن مداهنَّ ينكُلُ
- فوالله ما أدري هل الدهر عارفٌ
- بفضلك إلهاماً أم الدهرُ يغفُلُ
المزيد...
العصور الأدبيه