الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أنا اليومَ مما تعهدين بعيدُ >>
قصائدمهيار الديلمي
أنا اليومَ مما تعهدين بعيدُ
مهيار الديلمي
- أنا اليومَ مما تعهدين بعيدُ
- تريدين مني والعلاءُ يريدُ
- طوى رسني عن قبضة الحبّ خالعا
- قواه وقدماً كنتُ حيث يقودُ
- هوى ً وليالي اللهو بيضٌ وهبتهُ
- إليها وأيام الكريهة سودُ
- و هيفٌ رقاقُ موضعِ الهيف فتنني
- و هنَّ جسومٌ حلوة ٌ وقدودُ
- دعيني وخلقاً من سنيَّ استفديه
- عزيزا فمعدودُ السنين مفيدُ
- و لا تحسبيني صبغَ لونين في الهوى
- أتوبُ وتبدو فرصة ٌ فأعودُ
- و لا كامنا في الحيّ أنظرُ سربهُ
- على خدعة الأشراكِ كيف أصيدُ
- و حصَّ غرابي يا ابنة القومِ أجدلٌ
- بصيرٌ بأوكار الشبابِ صيودُ
- أراكِ تريني ناقصا ونقيصتي
- ليالٍ وأيامٌ على ّ تزيدُ
- لكلَّ جديدٍ باعترافكِ لذة ٌ
- فما لكِ عفتِ الشيبَ وهو جديدُ
- تأخرتِ بالصمصامِ وهو مصمم
- و خالفتِ رأيَ الرمح وهو سديدُ
- متى ضنتِ الدنيا عليّ فأبصرت
- لسانيَ فيها بالسؤالِ يجودُ
- إذا كنتَ حرا فاجتنبْ شهواتها
- فإن بنيها للزمان عبيدُ
- و بنْ في عيون الناس منهم مباعدا
- إذا اشتبهوا واسلم وأنت وحيدُ
- و قل بلسان الحظّ إن خطيبهُ
- بليغٌ ومن أعيا عليه بليدُ
- إذا شئت أن تلقيَ الأنام معظما
- فلا تلقهم إلا وأنت سعيدٌ
- و ربَّ نجيبٍ كابن أيوب واحدٍ
- تراه مع الحالاتِ حيث تريدُ
- صديق وما يغنى صديقك لم يطقْ
- ثقيلا ولم يقرب عليه بعيدُ
- أعدُّ سجايا الأكرمين وتنقضي
- و أمُّ سجاياه الكرامِ ولودُ
- إذا قمتُ أتلوهنّ قالت ليَ العلا
- أعد والحديثُ المستحبُّ يعودُ
- و صدق وصفي والمحبُّ بمعرضٍ
- من الريبْ آياتٌ عليه شهودُ
- يدٌ في الندى ماءٌ وقلب إذا التوتْ
- عليه حبالُ المشكلات حديدُ
- و مخضوبة الأطرافِ لم تصبِ عاشقا
- عميدا وكم أودي بهنّ عميدُ
- قواطع أوصالِ البلاد سوائر
- و ما ثار عن أخفافهنّ صعيدُ
- إذا نارُ حربٍ أضرمتْ أو مكيدة ٌ
- فهنّ لها وما احترقن وقودُ
- و علمه أن يصنع المجدَ منبتٌ
- عريقٌ وبيتٌ في السماء قعيدُ
- و حامون بالرأي الجميع حماهمُ
- و وفرهمُ عند الحقوق شريدُ
- مطاعيمُ أرواحِ الشتاء إذا طغت
- سواجرُ في أبياتهم وركودُ
- قيامٌ إلى أضيافهم وعليهمُ
- و لكنهم عند الملوك قعودُ
- سخا بهمُ أنّ السخاء شجاعة ٌ
- و شجعهم أنّ الشجاعة َ جودُ
- وقيتُ من الحساد فيك فكلّ من
- يرى ودك الباقي عليَّ حسودُ
- يودون ما أصفيتني من مودة ٍ
- و ما أصطفي من شكرها وأجيدُ
- لبعضهمُ من بعضهم متخلصٌ
- و تأبى غلولٌ بينهم وحقودُ
- و عذراء مما استنجبَ الفكرُ وارتضى
- معقلة في الخدرِ وهي شرودُ
- نجومُ سجاياك الصباحُ إذا سرت
- قلائدُ في أعناقها وعقودُ
- إذا يومُ عيدٍ زفها قام ناصبا
- لتجهيزِ أخرى مثلها لك عيدُ
- لها بعدما يفنى الزمانُ وأهله
- بقاءٌ على أحسابكم وخلودُ
المزيد...
العصور الأدبيه