الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أصبتُ لو أحمدتُ أن أصيبا >>
قصائدمهيار الديلمي
- أصبتُ لو أحمدتُ أن أصيبا
- و فزتُ لو كان الحجا المطلوبا
- و راضَ منى الدهرُ ظهرا لم يكن
- لو أنصفَ الحظُ له مركوبا
- أقسمَ لا ازددتُ به فضيلة ً
- دهريَ إلا زادني تعذيبا
- فكلما آنستُ منه بأذى
- بقاهُ واستأنف لي غريبا
- رميتُ حظي بوجوهِ حيلى
- فلم أصبْ ولم أقعَ قريبا
- تنزهٌ يعابُ أو محاسنٌ
- محسودة ٌ محسوبة ٌ ذنوبا
- انظر إلى الأقسام ما تأتي به
- متى أردتَ أن ترى عجيبا
- تجمعُ بين الماءِ والنارِ يدٌ
- و ما جمعتَ الرزقَ والأديبا
- ليتَ كفاني الدهرُ مع تخلصي
- مكروههُ كما كفى المحبوبا
- أوليتَ أعدي خلقي جنونهُ
- فكنتُ لا سمحا ولا لبيبا
- يا صاحبَ الزمانِ مغترا به
- أنتَ دمٌ فاحذرْ عليك الذيبا
- تبعثُ ألحاظك من وفائه
- بارقة ً صيفية ً خلوبا
- سلني به وقسْ عليَّ معهُ
- فقد قتلتُ أهله تجريبا
- بعدَ عنائي واجتهادي كله
- بالأرض حتى ولدتْ نجيبا
- جاءت به بعد التراخي غلطاً
- ثم نوتْ من بعد أن تتوبا
- أبلجَ بسامَ العشى ّ واضحا
- ريانَ مخضرّ الثرى رطيبا
- تصفو المدامُ وتروقُ ما انتمتْ
- حسناً إلى أخلاقه وطيبا
- للمجد قومٌ وقليلٌ ما همُ
- و في القليل تجدُ المطلوبا
- كالنجم للباعِ المديد بعدهُ
- و للعيون أن يرى قريبا
- لا تشكرنَّ من فتى ً فضيلة ً
- و ليس فيها معرقا نسيبا
- فإنما أعطى ابنَ أيوبَ المدى
- في الشرف اقتفاؤه أيوبا
- يا لابسَ الكمال غيرَ معجبٍ
- تركتَ كلَّ لابسٍ سليبا
- إن غادر الشكرُ لساناً ناكلا
- و كان سيفا قبله مذروبا
- فقد عقدتَ لسني وقدتني
- بالطولِ في حبالهِ جنيبا
- حسبتُ أعداد الحصى ولم أطقْ
- عدَّ الذي أوليتني محسوبا
- في كلّ يومٍ شارقٍ معونة ٌ
- تبردُ حرَّ جورهِ المشبوبا
- و نعمة ٌ تسير في نضوحها
- خرقَ الجديب فيرى خصيبا
- يخجلني استقبالها فتحسب ال
- عينُ ابتسامي نحوها قطوبا
- لو شئتُ لاسترحتُ من أثقالها
- إن كنتُ من مكرمة ٍ متعوبا
- كنتُ أخاً فلم تزل تسبغني
- باللطفِ حتى خلتني حبيبا
- فإن قضى الثناءُ حقَّ نعمة ٍ
- أو كاد أن يقضيها تقريبا
- و أقنعَ الميسورُ فاحبسْ شرداً
- تسألُ عنها الشمألُ الجنوبا
- يعلقُ بالعرضِ الكريم نشرها
- و هي به طائرة ٌ هبوبا
- إذا بنيتُ البيتَ منه ودتِ ال
- أسماعُ لو كانت له طنوبا
- يخلدُ مسموعا ويغني كلما
- عوضتَ مهدى عنه أو موهوبا
- عدَّ السنينَ صومها وفطرها
- تتحفُ مقروءا به مكتوبا
المزيد...
العصور الأدبيه