الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> مهيار الديلمي >> أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ >>
قصائدمهيار الديلمي
أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ
مهيار الديلمي
- أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ
- و أسألُ النومَ عنكم وهو مسلوبُ
- و أبتغي عندكم قلباً سمحتُ به
- و كيف يرجعُ شيءٌ وهو موهوبُ
- ما كنتُ أعرفُ ما مقدارُ وصلكمُ
- حتى هجرتم وبعضُ الهجر تأديبُ
- أستودع اللهَ في أبياتكم قمراً
- تراه بالشوق عيني وهو محجوبُ
- أرضى وأسخطُ أو أرضى تلونه
- و كلُّ ما يفعلُ المحبوبُ محبوبُ
- أما وواشيه مردودٌ بلا ظفرٍ
- و هل يجابُ وبذلُ النفس مطلوبُ
- لو كان ينصفُ ما قال انتظرْ صلة ً
- تأتي غداً وانتظارُ السيء تعذيبُ
- و كان في الحبَّ إسعادٌ ومنعطفٌ
- منه كما فيه تعنيفٌ وتأنيبُ
- يا للواتي بغضنَ الشيبَ وهو إلى
- خدودهنَّ من الألوانِ منسوبُ
- تأبى البياضَ وتأبى أن أسوده
- بصبغة ٍ وكلا اللونينِ غربيبُ
- ما أنكرتْ أمس منه ناصلاً يققاً
- ما تنكر اليومَ منه وهو مخضوبُ
- ليتَ الهوى صان قلبي عن مطامعه
- فلم يكن قطّ يستدنيه مرغوبُ
- إني لأسغبُ زهداً والثرى عممٌ
- نبتاً وأظما وغرب الغيثِ مسكوبُ
- و لا أرقُّ لحرصٍ صاحبهُ
- سعياً ويعلم أنّ الرزقَ مكسوبُ
- عقبى الطماعة في مالٍ يمنُّ به
- عصارة ٌ لا يغطى خبثها الطيبُ
- طهرْ خلالك من خل تعابُ به
- و اسلم وحيداً فما في الناس مصحوبُ
- إني بليت بمضطرًّ رفيقهمُ
- و الماءُ يملحُ وقتاً وهو مشروبُ
- كم يوعد الدهرُ آمالي ويخلفها
- أخاً أسرُّ به والدهرُ عرقوبُ
- أسعى لمثل سجايا في أبي حسنٍ
- و هل يبلغني الجوزاءَ تقريبُ
- فدى محمدًّ المنسيَّ نائلهُ
- مراجعٌ نيلهُ المنزورُ محسوبُ
- حالٌ تحدثه الأحلامَ جاهلة ً
- لحاقهُ وأخو الأحلامِ مكذوبُ
- إن قدم الحظُّ قوماً غالطاً بهمُ
- أو بينتهمْ عناياتٌ وتقريبُ
- فالسيف يخبرُ قطعاً وهو مدخرٌ
- و الطرفُ يكرمُ طبعاً وهو مجنوبُ
- حذارِ من حدثِ النعماء مؤتنفٍ
- علاؤه بشفيع الوجه مجلوبُ
- تسوءه سائلا من أين سؤدده
- إنّ اللئيم بما قد ساد مسبوبُ
- أأنت أنت وفي الدنيا أبو حسنٍ
- صدقتَ إن لفي الدنيا أعاجيبُ
- إذا رأيتَ ذيولَ السرح آمنة ً
- لم يحمها فلأمرٍ يحلمُ الذيبُ
- يا ملبسي الشيمة َ الغراءَ ضافية ً
- على َّ إن قلصتْ عنيَّ الجلابيبُ
- علقتُ منك بعهدٍ لا مواثقهُ
- تنسى ولا حبله بالغدر مقضوبُ
- و أحمدتك اختباراتي وقد سبرتْ
- غورَ الرجال وكدتها التجاريبُ
- فلتجزينك عني كلُّ غادية ٍ
- لها من الكلمِ الفياض شؤبوبُ
- إذا وسمتُ حياها باسمك انحدرتْ
- له الزبى وأطاعته المصاعيبُ
- فاسلم لهنّ ولي ما طاف مستلمٌ
- سبعا وعلقَ بالأستارِ مكروبُ
- ترجى وتخشى فسيحَ الباب ممتنعاً
- إن الكريمَ لمرجوٌّ ومرهوبُ
المزيد...
العصور الأدبيه