الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ومن بعده سرُّ الطهارة ِ واضحٌ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- ومن بعده سرُّ الطهارة ِ واضحٌ
- يسيرُ على أهلِ التيقظِ والذكا
- فكم طاهرٍ لم يتصف بطهارة ٍ
- إذا جاورَ البحرَ اللدنيَّ واحتمى
- ولو غاص في البحر الأُجاج حياته
- ولم يفنِ عن بحرِ الحقيقة ِ ما زكا
- إذا استجمرَ الإنسانُ وتراً فقد مشى
- على السنة ِ البيضاءِ خلقاً لمن مضى
- فإن شفع استجمارَه عاد خاسراً
- وفارق من يهواه من باطنِ الرَّدى
- وإن غسل الكفينِ وتراً ولم يزلْ
- بخيلاً بما يهوى على فطرة ِ الأولى
- فلا غسلت كفّ خضيبٍ ومعصمٍ
- إذا لم يلح سيف التوكُّل ينتضى
- إذا ولد المولود قابضُ كفِّه
- فذاكَ دليلُ البخلِ والجمعِ يا فتى
- ويبسطها عند المماتِ مُخبراً
- بتركِ الذي حصلتْ في منزلِ الدنا
- إذا صح غسلُ الوجه صَحَّ حياؤه
- وصحَ له رفعُ الستورِ متى يشا
- وإن لم يمسَّ الماءُ لمة َ رأسهِ
- ولا وقعتْ كفاه في ساحة ِ القفا
- فما انفكَّ من رقِّ العبودية ِ التي
- تسحرها الأغيارُ في منزلِ السوى
- وإن لم ير الكرسيَّ في غسلِ رجلهِ
- تناقضَ معنى الطهرِ للحينِ وانتفى
- إذا مضمضَ الإنسانُ فاه ولم يكنْ
- برياً من الدعوى وفتياً بما ادعى
- ومستنشقٍ ماشمَّ ريحَ اتصالهِ
- ومستنثرٍ أودى بكثرة ِ الردى
- صماخاه ماينفكُ يطهرُ إن صغى إلى
- أحسنِ الأقوالِ واكتف واقتفى
المزيد...
العصور الأدبيه