الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولما رأيت الكونَ يعلو ويسفلُ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- ولما رأيت الكونَ يعلو ويسفلُ
- وبينهما الأمرُ الإلهيُّ ينزلُ
- علمتُ بأنَّ الحقَّ سورٌ وإنه
- لما ضمنَ الكونينِ فيهِ مفصلُ
- يدبرُ أمراً منْ سماءِ وأرضها
- وآياتُها للعالمينَ يفصلُ
- ويعرجُ ذاك الأمر للفصل طالباً
- فيعدلُ فيهم ما يشاءُ ويفصل
- ولوْ قامَ فيهم عدلهُ عشرَ ساعة ٍ
- لأهلكهم سيفٌ من الله فَيصل
- ولكنهُ روحُ التجاوزِ حاكمٌ
- فيحكمُ فهمْ حكمَ منْ هوَ يغفلُ
- فإهماله إمهاله عن مُصابه
- ولوْ حققَ التفتيشَ عنهم لزلزلوا
- وعلة هذا الأمرِ أنْ ليس فاعلٌ
- سواه وأنَّ الحقَّ بالحقِّ يفعل
- فما كانَ منْ حمدٍ فحقٌّ محققٌ
- وما كان من ذمٍّ فحقٌّ معللُ
- وما ثَم إلاَّ الحقُّ ما ثَم غيره
- ولكنهم قالوا محقٌّ ومُبطِلُ
- يقولُ رسولُ الله يا رب فاحكمن
- بذلكمُ الحقِّ الذي كنتَ ترسلُ
- وعلة هذا أنهم جحدوا الذي
- أتتهُمْ بهِ أرسالُهُ وتعللوا
- فزادهم وهماً وغماً وحسْرة ً
- خلالَ الذي ظنوهُ ذاكَ التعللُ
- فلوْ أنهمْ لمْ يكذبوهم وصدَّقوا
- مقالتهم فيهم لكانوا به أولوا
- نجاة ً فإنَّ الاعترافَ مقامُهُ
- إلى جانب العفو الكريم يهرولُ
- لقدْ حكمتْ في حالهم غفلاتهم
- فلولا وجودُ العفوِ لمْ تكُ تهملُ
- فيا رب عفواً فالرجاء محققٌّ
- وهذا الذي ما زلتَ مني تسألُ
المزيد...
العصور الأدبيه