الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ولتقوموا إذا وصلتمْ إليهِ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- ولتقوموا إذا وصلتمْ إليهِ
- ونزلتمْ بهِ عليهِ سنينا
- فجوارُ الإلهِ خيرُ جوارٍ
- تعلموه يومَ الورودِ يقينا
- وادخلوهُ إذا أتيتم إليهِ
- دونَ هدى ً بعمرة ٍ محرمينا
- فهو الشرع لا تحيدون عنه
- وهوَ نصُّ الرسولِ فيهمْ وفينا
- معَ هذا فقلتُ عبدٌ تقيٌّ
- وسِعَ الحقُّ بالنصوصِ المتينا
- حين ضاقت عنه سماءٌ وأرضٌ
- نصَّ فيهِ الرسولُ حياً مبينا
- فثقلنا كما ثقلنا بقولٍ
- حينَ كنا بما أتى مؤمنينا
- لمْ نكنْ في الذي ذكرناهُ عنهُ
- ونسبنا لذاته مفترينا
- فاحمدوا اللهَ إنني لنبيٌّ
- لمْ يكنْ مثلهُ نبيٌّ يقينا
- من عذابِ الحجابِ في دارِ بعدٍ
- حصل الغيرُ فيهِ حزناً وهونا
- ما مقامي بأرضِ شرقٍ وغربٍ
- وشمالٍ إلا خساراً مبينا
- فاعملوا نحوهُ مطيَّ الأماني
- لتكونوا لحكمهِ مسلمينا
- إنما أنتمُ عبيدٌ دعاة ٌ
- لتكونوا بذلكمْ آمنينا
- واتقوا الله في الدعاء إليه
- فبتقوى إلهكمْ تعملونا
- كلٌّ فرقٍ يكونُ ما بينَ هدى ً
- وضلالٍ بهِ يكونُ مصونا
- منْ أذى باطلٍ وعصمة حقٍّ
- ولأشبالٍ أسدِه فعرينا
- من يكن هكذا يغزُ بمقامٍ
- حازه من أتاه من طورسينا
- لم يكن قصده فكان امتناناً
- وجزاء لسعيه ليبينا
- عندنا جودُه فنعلم حقاً
- أنه لم يكن بذاك ضنينا
- ولهذا الفقيرُ يطمعُ فيه
- وإليهِ شدَّ الحريصُ الوضينا
- يبتغي الجودُ والوجودُ جميعاً
- لتكونوا لديهِ حيناً فحينا
- إنهُ ذو جدى ً وربُّ وفاءٍ
- بعيدٍ أضحى لديهِ مكينا
- فإذا ما ابتغاه جاء إليه
- ومنْ أسمائهِ أراهُ كمينا
- فيهِ حتى تراهُ عيناً بعينٍ
- شافياً علة ً وداءٌ دفينا
- إنه الداءُ والدواءُ جميعاً
- لتقوموا بحقهِ أجمعينا
- واطلبوا العدلَ حيث كنتم لديه
- واسكنوا من أماكنيه عرينا
- مثل زيتونة تمد بدهن
- نورَ مصباحنا بهِ لترينا
- ما أتانا بهِ لضربِ مثالٍ
- نعلمُ الحقَّ منهُ حقاً يقينا
المزيد...
العصور الأدبيه