الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> وجودي عنِ الأمرِ الإلهيِّ لمْ يكنْ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- وجودي عنِ الأمرِ الإلهيِّ لمْ يكنْ
- عنِ الذاتِ والتكوينِ لي فأعقلِ الشانا
- وهذا الذي قدْ قلتهُ لمْ يقلْ بهِ
- سوانا فحققْ منْ يكونُ إذا كانا
- توحدتُ سرّاً وهو أمر يخصُّني
- وإني كثيرٌ بالتأملِ إعلانا
- فمنْ يرني مني يرى العينَ واحداً
- ومنْ يرني منهُ يرى العينَ أعيانا
- وذلكَ من صدعٍ يكونَ بعينهِ
- يقيم به وزني فيخسر ميزانا
- وإنْ لنا في كلِّ حالٍ ومشهدٍ
- دليلاً على علمي بنفسي وبرهانا
- وعلمي بنفسي عين علمي بربِّها
- يحققهُ كشفاً جلياً وإيمانا
- ألستَ تراني في مجالسِ علمنا
- أفتقُ أسماعاً أبصرُ عميانا
- وأهدي إلى النهجِ القويمِ بوحيه
- قليبَ عبيدٍ لمْ يزلْ فيهِ حيرانا
- إذا نحنُ نادينا نفوساً بهِ أتتْ
- من الملإ العلويِّ رجلاً وفرسانا
- يلبي منادي الحقِّ منْ كلِّ جانبٍ
- فيكتبن أنصاراً ويثبتن أعوانا
- لقدْ عللَ الصديقُ إخفاءَ صوتهِ
- بما كان يتلوه من الليلِ قرآنا
- وعلله الفاروقُ إذ كان معلنا
- ليطردَ شيطاناً ويوقظَ وَسْنانا
- وكلُّ رأي خيراً ولم يك خارجاً
- عنِ الحكمِ بالميزانِ نقصاً ورجحانا
- فجاء إمامُ الخيرِ بالحكمِ فيهما
- وقد صاغه الرحمنُ رُوحاً ورَيحانا
- فقالَ لهُ ارفعْ ثمَّ للآخرِ اتضعْ
- يظهر حكمُ العدلِ عَيناً وسُلطانا
- فكم بين من فيه ومنه ومن أتى
- بهذا وذا إذ كان بالكلِّ رَحمانا
- ألم ترني أدعى على كل حالة
- أكونُ عليها بالتقلبِ إنسانا
- وسواهُ شخصاً قابلاً كلَّ صورة ٍ
- فعدَّلَ أجزاءَ ورتبَ أركانا
- وأظهره جسماً سوياً معدَّلاً
- بتربيعِ أخلاطٍ وسماهُ جثمانا
- وأودعَ فيهِ النفخَ روحاً مقدساً
- ليعصم أرواحاً ويقصمَ شيطانا
المزيد...
العصور الأدبيه