الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> منازلُ القرآنِ لا تعلمُ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- منازلُ القرآنِ لا تعلمُ
- إلا منَ اللهِ الذي يعلمُ
- منازلٌ ترجمها قولهُ
- لسمع فهمي ولذا افهم
- فإنْ وعاها سمعُ أذني فلا
- أفهمُ ما قال ولا أعلمُ
- كأنما أذني وسمعي إذا
- شبهت شمس الصحو والأزمم
- وإنْ تعاليتَ لهُ فليقلْ
- شمسُ الضحى تشرقُ والأنجمُ
- لو أنّ غير الحقِّ يأتي بها
- ما علم القومُ ولا استفهموا
- وإنما جاء بها مرسَل
- كأنهُ هوَ والورى نومُ
- سبحانَ من يعلمُ ما عنده
- وعندكم وكله منكمُ
- إلا الذي يختصُّ من ذاتهِ
- لذاته فما لنا نحلم
- عليه فيه إنه واحد
- لا نسبٌ فيه فلا يقسم
- وإنما كلامنا في الذي
- منه إلينا وله منهمُ
- منْ نسبٍ تظهرُ آثارها
- يقبلها الطائعُ والمجرمُ
- وليس يأتي الأمر من فصه
- إلا الشخيصُ الحادثُ الأقدمُ
- الكاملُ القرآن وهو الذي
- مقامهُ في الناسِ لا يعلمُ
- وإنما الأعلم من سرَّه
- يبدو إلى الناسِ ولا يكتمُ
- يدور في أعلامه عرشه
- على ثمانٍ سرها مبهمُ
- حمالة ٌ للعرشِ تدرونها
- وبعدها عشرونَ لا تعلمُ
- إلا إذا تضربها أربعا
- في سبعة هناك يستلزم
- خارجها وإن تشأ أربعاً
- في خمسته وهوَ الذي أرسمُ
- أقول تعظيما لإجلاله
- سبحان من يعلم إذ نعلم
- الحمدُ لله الذي قالها
- معلماً عبادهُ يمموا
- إذا بدأتمُ فبها فابدأوا
- ثم بها من بعد ذا فاختموا
- فإنها تملأ ميزانكم
- بذا أتى نصُّ الذي يعلمُ
- وهكذا يعطي مقاماً وفي
- صحيحه جاء بها مسلم
- تعبدُ الناسُ لما عندهمْ
- من فقر الدينار والدرهم
- هما التواقيع التي أبرزت
- من حضرة ِ الحقِّ فلا تندموا
- من أجل ذا خرَّ لها ساجداً
- من يتقي الله ومن يظلم
- يعذب الله بها عبدَه
- إذا يشاء وبها يرحم
- درى بهذا السامريُّ الذي
- صيرهُ عجلاً لهمْ منهمُ
- حتى إذا ما جاء موسى انتفى
- في نفسهِ مما أتى عنهمُ
- وجاءَ عيسى للذي قالهُ
- مصدِّقا تعضده مريم
- جلَّ إله الخلقِ عن خلقه
- وهو بهم كان وقد جمجموا
- قلتُ لهمْ باللهِ لا تفضحوا
- ولتعربوا الأمرَ ولا تعجبوا
- هيَ الإضافاتُ فلا تكفروا
- بها وقولا الحقَّ واستعصموا
- فإنها الحقُّ ولكنه
- ما كلُّ شخصٍ سرها يفهمُ
- تصاممَ الناسُ لشخصٍ أتى
- مقرّراً أسرارها يفهم
- لوْ بادرَ الناسُ إليهِ لقدْ
- أحياهمُ فإنه أعلم
المزيد...
العصور الأدبيه