الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> ما في الوجودِ الذي تدريهِ من أحدٍ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- ما في الوجودِ الذي تدريهِ من أحدٍ
- إلا له في الذي يدريه ميزانُ
- يقضي بهِ والذي بالعقلِ حصلهُ
- شخص يقال له بالحدِّ إنسان
- لهُ الكمالُ كما في الكونِ صورتُهُ
- ولي عليهِ منَ التشريعِ برهانُ
- فالوزنُ لا بدّ فيه إن وزنتَ له
- ما كانَ من عملٍ نقصٌ ورجحانُ
- فاعكفْ عليهِ ولا تفرحْ بصورتِهِ
- فقدْ تملكهُ جحدٌ ونسيانُ
- يبدو إذا قسمَ التكليفُ بينهما
- نهيٌ وأمرٌ وإنسانٌ وشيطانُ
- فمنْ كمالِ وجودي أنْ يكونَ لنا
- من كلِّ نعتٍ نصيبٌ فيه تبيان
- على الذي حزته من الكمال فلا
- تقلْ بأنَّ وجودَ الجحدِ نقصانُ
- لمْ ينقص النقصُ منْ عينِ الوجودِ لما
- كان الوجودُ كمالاً وهو خسران
- الأمرُ أعظمُ أنْ يحظى بهِ أحدٌ
- إلا الذي هوَ علامٌ وديانُ
- لما أراد كمالَ الحكمِ منه أتى
- في شرعِ جبريلَ إسلام وإيمان
- فعمَّ ظاهره الأعلى وباطنه الأ
- دنى وتممه بالكافِ إحسان
- فثلثُ الأمرِ والتربيعُ نشأتهُ
- لذا أتاك به من بعد محسان
- فقالَ إنْ لمْ يكنْ كونٌ بهِ نزهٌ
- فأثبتْ على النفي ما في الكونِ أعيانُ
- هو الوجودُ فما في الكون من عدد
- والقولُ بالكثرِ في الأكوانِ بهتانُ
- فانظر إلى حكمة ٍ عرّا أتيتَ بها
- بيضاء مثلي فقال: الناسُ عميان
- يا ليتَ شعري فما في الكونِ من بصرٍ
- يراه ناظره المدعوُّ إنسان
- إنْ تتقِ الله كان النور يعضدكم
- يتلوهُ فيكمْ هديٌ منهُ وفرقانُ
- ما حكمة ُ اللهِ في الأشياءِ بادية ٌ
- إلا لمن هو في التحقيقِ إنسان
- فليس كونك إنساناً بصورتِك الد
- نيا إذا لم تكن بالحق تزدان
المزيد...
العصور الأدبيه