الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لولا لبانة موسى النور ما انقلبا >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- لولا لبانة موسى النور ما انقلبا
- نارا وما أحرقت نبتاً وما التهبا
- فاحذر فديتك إنّ الأمر ذو خدع
- يريكَ مضطجعاً من كانَ منتصبا
- لقدْ تحرَّكَ للرائينَ في صورٍ
- شتى وما صدق الرائي وما كذبا
- كقولهِ ما رمى منْ قدْ رمى ومضى
- في أفقه طالعاً لقطاً وما غربا
- وظلَّ يطلبُه في كلِّ شارقة ٍ
- بيضاءَ من حرقٍ عليهِ ملتهبا
- ليسَ التعجبُ من خيرٍ نعمتَ بهِ
- لكنه من عذابٍ فيه قد عذبا
- إنَّ المعارفَ أنوارٌ مخبرَة ٌ
- من عنده تُخرقُ الأستارُ والحُجُبا
- إنَّ اللبيبَ كذي القرنين شيمتُهُ
- ما ينقضي سببٌ إلا ابتغى سببا
- إذا انتهى حكمُهُ في نفسِ صاحبِهِ
- يريكَ في كونِهِ من أمرهِ عجبا
- فتبصرُ الفضة َ البيضاءَ خالصة ً
- عادتْ بصنعتهِ المثلى لنا ذهبا
- كما يصيرُ عينَ الشمسِ في نظري
- من أيمن الطورِ في وادٍ به لهبا
- لقدْ تحوَّلَ لي منْ عينِ صورتِهِ
- بغيرِ صورتِهِ فيما بهِ ذهبا
- فكنتُ أطلبُهُ والعينُ تشهدُهُ
- ولستُ أعرفه لما به احتجبا
- فقلتُ هذا أنا فقالَ ها أنا ذا
- فقلتُ منْ قالَ لي لا تتركِ الطَّبا
- والله لو نظرتْ عيناك من نظرتْ
- لما رأتْ غيرنا فلتلزمِ الأدبا
- ولستَ تنظره إلا بنا فعسى
- تقولُ حالَ عليهِ النومُ قدْ غلبا
- حديثُ نفسي بنفسي والحديث أنا
- كالفردِ يضربهُ فيهِ الذي ضربا
- فلا تضاعفهُ ولا تعدِّدهُ
- لأنه عينُه أكرم به نسبا
المزيد...
العصور الأدبيه