الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لما شهدتُ الذي في الكونِ من صورِ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- لما شهدتُ الذي في الكونِ من صورِ
- عين الذي كنت أبغيه بلا صورِ
- علمتُ أن الذي أبغيه يطلبني
- بالعلم بي لا به فانهض على أثري
- ترى الذي قد رأينا من منازله
- في كلِّ آية ٍ تنزيهٌ من السورِ
- وكلُّ آية ٍ تشبيهٌ ومحكمة ٌ
- تُتلى علينا من المكتوبِ في الزبر
- ومَطلبُ الحقِّ منا أن نوحِّدَه
- رباً كما هوَ في القرآنِ والنظرِ
- ما مطلبُ الحقِّ منا أنْ نكيفهُ
- حتى نراه بمجلى الشمسِ والقمرِ
- ولا تفكرتُ فيه ما بقيتُ ولا
- يزال من فكرهِ عقلي على غررِ
- في آلِ عمرانِ جاءَ النصُّ يطلبني
- بما لديه من التخويفِ والخدر
- وذاك عن رأفة ٍ منه بنا ولذا
- يتلى علينا معَ الآصالِ والبكرِ
- الليلُ للهِ لا لي والنهارُ معاً
- لأنه الدهر فانظر فيه واعتبر
- لا تعتبرْ نفسهُ إنْ كنتَ ذا نظرٍ
- مسددٍ ولتكنْ تمشي على قدرِ
- إنَّ المعارجَ والإسرا إليه بهِ
- على البراقِ الذي أنشأتُ من فكري
- حتى انتهيتُ إلى ماشاءه وقضى
- تركتهُ وامتطينا رفرفَ الدررِ
- عند التفاتي به إذ كان ينزل بي
- إلى السماءِ يناجيني إلى السحرِ
- ودَّعته ثم سرنا حيث قال لنا
- إذا به عن يميني طالباً أثري
- لما تأمّلته لم أدر صورته
- وعلمنا أنهُ هوَ غاية ُ الخطرِ
- غفلتُ عنهُ لهُ إذ كانَ مقصدُهُ
- مني التغافلَ بالتحويلِ في الصورِ
- لأنه عالم أني أميّزه
- لمَّا تكفلني منْ حالة ِ الصغرِ
- له ولدتُ لهذا ما برحتُ له
- مشاهداً ناظراً فيهِ إلى كبري
- لذاك أخبرنا بأنه معنا
- على مكانتنا في بدوٍ أوْ حضرِ
المزيد...
العصور الأدبيه