الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- لله قومٌ لهم في كلِّ حادثة ٍ
- شانٌ وصورتهم من لا له شانُ
- فإنْ نظرتِ إليهم في تصرفهمْ
- تقولُ ما هم كما قالوا وما كانوا
- يعم علمهمُ أحوالَ كونهمُ
- الماضُ وآلاتُ بالتصريفِ والآنُ
- سُبحانَ من خصَّهم منه بصورته
- همُ المقيمونَ في الوقتِ الذي بانوا
- مسافرونَ ولمْ تفقدْ ذواتهمُ
- من المجالس والأعيان أعيان
- أجسامهم هي أجسادٌ ممثلة ٌ
- للناظرين وهم في العين إنسان
- بهم نراهم كما قلنا ويشهد لي
- منْ روية ِ اللهِ عرفانٌ ونكرانُ
- أنت اعترفتَ بمن أنكرتَ صورته
- الأمرُ سوقٌ فأرباحٌ وخسرانُ
- وهم ذوو بصر لما يرون وهم
- عند الأكابر منا فيه عميانُ
- لا يهتدونَ لما تعطى نواظرهمْ
- وما لهمْ في الذي يرونَ برهانُ
- وكلُّ ما انكروا منه أو اعترفوا
- به فذلك عند القومِ عرفان
- هم في الكتابِ الذي اخفته غيرته
- منهمْ ومنْ غيرهم في الصدرِ عنوانُ
- ما في الوجودِ سوى جودِ خزائنهِ
- لها إذا نزلتْ بالخلقِ ميزانُ
- لكنهُ عندَهُ لا عندهُمْ ولذا
- يخيب في نظر الإنصاف أوزان
- وما يخيب ولكن هكذا اعتبرت
- بما يفصلهُ حقٌّ وبهتانُ
- لذاك أوجدهم طبعا وكلفهم
- شرعاً فوزنهمُ نقصٌ ورُجحان
- ووزنُ ربكَ عدلٌ جلَّ عنْ غرضٍ
- يقيم ميزانَه بَرٌّ ومحسانُ
- مع العليمِ بما تحويه جنته
- دونَ اشتراكٍ ومنْ تحويهِ نيرانُ
- بالاشتراكِ ومنْ يخلصْ لمقعدهِ
- في النارِ ليسَ لهُ في الحشرِ ميزانُ
- بذا أتى خبرُ الأرسالِ قاطبة ً
- وقدْ أتى بالذي ذكرتُ قرآنُ
المزيد...
العصور الأدبيه