الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> كلُّ منْ رامَ في الوجودِ اتصالا >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- كلُّ منْ رامَ في الوجودِ اتصالا
- بوجودي قد رام أمراً مُحالا
- قدْ قطعنا لرؤية ِ السرِّ شوقاً
- واشتياقاً فيافياً ورمالا
- ثم إني لما وصلتُ إليه
- لم أجد غيرنا فزدت نكالا
- قلتُ ربي فقالَ لبيكَ عبدي
- لم أجد غير حيرة ٍ لي ضلالا
- قالَ لي هكذا هوَ الأمرُ فاعلمْ
- لمْ يزد طالبوهُ إلا خبالا
- كلُّ قلبٍ يبغي الوصولَ إليهِ
- معلمٌ بالفراقِ منهُ تعالى
- وكذا منْ يقولُ ربي بقلبي
- جدٌّ والجدٌّ لمْ ينلهُ فنالا
- حيرة ٌ مثله فقال شُخيصٌ
- غاطسٌ في السرابِ ماءً زلالا
- ثمَّ لمَّا أتاهُ لمْ يلفَ إلا
- عدماً حاصلاً وقدْ كانَ آلا
- يثبتُ الجهلَ ههنا ثم أيضا
- ههنا والجهولُ نال الوبالا
- وجدَ اللهُ عندَهُ فكفاهُ
- صاحبُ الآلِ كانَ أحسنَ آلا
- إخوتي هل رأيتهمُ أو سمعتم
- أنَّ شخصاً أتى إليهِ فمالا
- عنهُ عنْ غيرِ حاصلٍ مستلذٍّ
- لا وحقِّ الإلهِ جلَّ جلالا
- ما رأيناه في سوى الحق عينا
- وقصاراه أنْ يكون خيالا
- وهوَ شرعٌ مقررٌ مستفادٌ
- جاء بالكاف نوره يتلالا
- لقلوبٍ دنت إليه اشتياقا
- فكساها مهابة ً وجمالا
- لا وحقِّ الهوى ومتبعيهِ
- ما رأينا في الهجر إلا الوصالا
- لمْ ينلْ كلُّ طالبٍ مستفيدٍ
- عينَ كونِ الحبيبِ إلا كَلالا
- فاطلب الأمر بالوجودِ تجدْه
- عندَ حبلِ الوريدِ يشكو المطالا
- قلت مذ أنت ههنا قال دهري
- إنَّ ربي أتيتُ عنهُ مثالا
- وأنا ما أريدُ إلا إلهي
- حبه الدهرَ لا أريدُ اتصالا
- بسوى الله قال عينُ وجودي
- حققِ الأمرَ يا فتى استقلالا
- يدرى قطعاً من أبصر البدر تما
- إنهُ كانَ في العيانِ هلالا
- ثمَّ لمَّا تزايدَ الأمرُ فينا
- عاد في نقصه يريد الكمالا
- كلُّ نقصٍ تراهُ فهوَ كمالٌ
- للذي جاء فيه أنَّ المثالا
- يستر الشيء خلفه وهو كشفٌ
- عند من يعرفُ الحلال حلالا
- حكمَ العلمُ أنَّ ما كانَ رجماً
- إنه كانَ في الهواءِ اشتعالا
- وهوَ نجمٌ كما تراهُ ولكنْ
- جعلَ الجوَّ للرجومِ مجالا
- هو نار وفي الحقيقة ِ نورٌ
- فيه شغلٌ لمنْ يريدُ اشتغالا
- وأتى الربُّ للحرارة ِ فيها
- رحمة ً للورى فمدَّ الظلالا
- فنعمنا بها فعشنا ملوكا
- ليسَ نبغي ضداً فنبغي قتالا
- في نعيمٍ بهِ وظلِّ ظليلٍ
- مستريحينَ لا نقطّ ذبالا
- إنْ ترد أنْ تكون فيه مكانا
- أكثر الصوم ههنا والوصالا
- كلُّ من مال عنك فيما تراه
- لا تقلْ عنهُ إنهُ عنكَ مالا
- فتغيظ العدوّ قولا وفعلا
- وتسرُّ الوليَّ فعلاً وحالا
- سمى المال في العموم لميل
- فيك والعبدُ مال عنه ممالا
المزيد...
العصور الأدبيه