الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> فمن شرفِ النبيِّ على الوجودِ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- فمن شرفِ النبيِّ على الوجودِ
- ختامُ الأولياءِ من العقود
- من البيت الرفيع وساكنيه
- من الجنسِ المعظم في الوجودِ
- وتبيينُ الحقائقِ في ذراها
- وفضلُ الله فيه من الشهودِ
- لو أنّ البيت يبقى دون ختمٍ
- لجاءَ اللصُّ يفتكُ بالوليدِ
- فحقِّق يا أخي نظراً إلى من
- حمى بيتَ الولاية ِ من بعيدِ
- فلولا ما تكوَّنَ من أبينا
- لما أمرتْ ملائكة ُ السجودِ
- فذاك الأقدسيّ أمام نفسي
- يُسمّى وهو حيٌّ بالشهيد
- وحيدُ الوقتُ ليس له نظيرٌ
- فريدُ الذاتِ من بيتِ فريدِ
- لقدْ أبصرتهُ حتماً كريماً
- بمشهدِه على رغمِ الحسودِ
- كما أبصرت شمس البيتِ منه
- مكانَ الحلقِ من حبلِ الوريد
- لو أنّ النورَ يشرقُ من سناه
- على الجسمِ المغيبِ في اللحود
- لأصبح عالماً حيّاً كليماً
- طليقَ الوجهِ يرفلُ في البرودِ
- فمن فهم الإشارة فليصنها
- وإلا سوفَ يحلقُ بالصعيدِ
- فنورُ الحقِّ ليس به خفاءٌ
- على الأفلاكِ من سَعْد السُّعودِ
- رأيتُ الأمرَ ليسَ بهِ توانٍ
- سواءٌ في هبوطٍ أو صعودِ
- نطقتُ به وعنه وليس إلا
- وإنّ الأمر فيه على المزيد
- وكوني في الوجودِ بلا مكانٍ
- دليلٌ أنني ثوبُ الشهيد
- فما وسعَ الوجودُ جَلال ربِّي
- ولكنْ كانَ في قلبِ العميدِ
- أردتُ تكتماً لما تجارى
- إليه النكر من بيضٍ وَسودِ
- وهلْ يخشى الذئابَ عليهِ من قدْ
- مشى في القفرِ من خفَر الأسُوْدِ
- وخاطبتُ النفيسة َ من وجودي
- على الكشفِ المحققِ والوجودِ
- أبعدَ الكشفِ عنهُ لكلِّ عينٍ
- جحدتْ وكيفُ ينفعني جحودي
- فردّتْ في الجوابَ عليَّ صدقاً
- تضرعَ للمهيمنِ والشهيدِ
- وسَلْه الحفظَ ما دامَ التلقِّي
- وسَلْه العيشَ للزَّمنِ السَّعيد
- سألتكَ يا عليمَ السرِّ مني
- عصا ما في المودَّة ِ بالودودِ
- وأنْ تُبقي عليَّ رداءَ جسمي
- بكعبتِكم إلى يومِ الصُّعودِ
- وأن تخفي مكاني في مكاني
- كما أخفيت بأسَكَ في الحديدِ
- وتستر ما بدا مني اضطراراً
- كستركَ نورَ ذاتكَ في العبيدِ
- وأنْ تبدي عليَّ شهودَ عجزي
- بتوفيتي مواثيقَ العهودِ
المزيد...
العصور الأدبيه