الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> سما فاعتلى في كلِّ حال مقام من >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- سما فاعتلى في كلِّ حال مقام من
- إذا قيلَ أنتَ الربُّ قالَ أنا العبدُ
- على الكلِّ عهدٌ قدْ عرفتَ مقامَهُ
- فمن لا يفي بالعهد ليس له عهد
- كذا نصهُ في الوحيِ عبدٌ مقربٌ
- محمد المختارُ والعَلَمُ الفرد
- وجاءَ به نصُّ الكتابِ مؤيداً
- كلامُ رسولٍ صادقٍ وعده الوعدُ
- فللهِ ما يخفى وللهِ ما يبدو
- وللهِ فيهِ الأمرْ قبلُ ومنْ بعدُ
- ولمْ يدرِ هذا الأمرَ إلا أولوا النهى
- منَ السادة ٍ الغرِّ الذينَ همُ قصدُ
- قويمٌ إذا حادتْ مقاصدُ مثلهِ
- عن المرتبة ِ العليا فخانهم الحدّ
- أقاموا براهينَ العدالة ِ عندهُ
- فقولهمُ قول وحدهمُ حدُّ
- وحال لهم في كل غيبٍ ومشهدِ
- مذاق عزيز طعمه العسلُ الشهد
- وذلك عن وحي من الله واصلٌ
- إلى النحلِ فانظر فيه يا أيها العبد
- فإن كان إلهاما من الله إنه
- هو الغاية القصوى إلى نيلها تعدو
- فما فيه من تركِ استناد معنعنٍ
- ومن كان هذا علمه جاءه السعد
- فليسَ لهُ إلا الغيوبَ شهادة ٌ
- ومن كان هذا حاله ما له حد
- تجنبْ براهينَ النهى إنها عمى
- إلى جنب ما قلنا فقربكمُ البعد
- لو أنَّ الذي قلناه يقدر قدره
- لنوديتُ بينَ الناسِ يا سعدُ يا سعدُ
- كما جاءَ منْ أسرى إليه بهِ على
- بُراقِ الهدى نحوَ الذي قلتُ يشتدُّ
- ومنهُ أخذنا علمَهُ بشهادة ٍ
- من الذوقِ ذقناها وشاهدنا الوجدُ
- إلى كلِّ خيرٍ سابقاً ومسارحاً
- وقد جاء في القرآن أنوارها تبدو
- أروحُ عليها بكرة ً وعشية ُ
- بشوقٍ إلى تحصيلها وكذا أغدو
- ألا إنَّ بذلَ الوسعِ في اللهِ واجبٌ
- ودار الذي ما من صداقته بدّ
- وليس سوى النفسِ التي عابد لها
- وكانتْ من الأعداءِ لمنْ حالُه الرشدُ
- تعبدتَ يا هذا بكلِّ فضيلة ٍ
- وأنتَ لها أهلٌ إذا حصلَ الجهدُ
- وساعدك التقوى فنلت بها المنى
- ولكنْ إذا أعطاكَ من ذاتهِ الجدُّ
- إذا جاءك الوفد الكريم مغلسا
- وساعده من عند مرسله الرفد
- فذلك بشرى منه إنك مجتبى
- وإن لك الزُّلفى كما أخبر الوفد
- وما الوفدُ إلا رسلهُ وكتابهُ
- وليس لما جاءت به رسله ضدّ
- يقاومهُ فاعلمْ بأنكَ واصلٌ
- إليهِ ولا هجرٌ هناكَ ولا صدُّ
- فواصِلْ ذوي الأرحام مما منحته
- وإنْ أنتَ لمْ تفعلْ فذالكمُ الطردُ
- وحاذِرْ من الجودِ الإلهيّ إنه
- لهُ المكرُ في تلكَ المنائحِ والردُّ
- فلوْ كانَ عن ربٍّ لكانَ مخلصاً
- كما يحلمُ الشطرنجُ أن يحكمَ النردُ
- ألا إنَها الأفلاكُ في حكمها بها
- قدْ أودعَ فيها اللهُ منْ علمهِ تعدو
- على كلِّ مخلوقٍ وإنَّ قضاءَه
- عليه بهِ فاحمدْ فمنْ شانكَ الحمدُ
- فحقق تنقل إن كنت بالحقِّ حقه
- ولا تعتمد إلا على من له المجد
- وذلكَ منْ يدري إذا كنتَ عالماً
- وقدْ أثبتَ التحقيقُ من حالهِ الجحدُ
- ولا تجحدن إلا كفوراً لعلمه
- لذلك لم يخلد وإن ذكر الخلد
- فما الخلدُ إلا للذي ظلَّ مشركاً
- يروحُ ويغدو دائماً فيهِ ولا يعدو
المزيد...
العصور الأدبيه