الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> رأيتُ البدرَ في فلكِ المعالي >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- رأيتُ البدرَ في فلكِ المعالي
- يشيرُ إليَّ حالاً بعدَ حالِ
- ويطلبني ليسلبني فؤادي
- فيحوجني إلى ذلِّ السؤالِ
- دعاني بالغداة ِ دعاءَ بلوى
- إلى وقتِ الظهيرة ِ والزوالِ
- فلما لم يجبه دعاه حباً
- ووجداً دائماً أخرى الليالي
- فلم يكن غير قلبي من دعاه
- فما ظفرت يداي من النوال
- بشيءٍ غيرَ نفسي إذْ أجابتْ
- فحرت إلى الوصال من الوصال
- وقولي من إلى لا علم فيه
- وفيه علمه عند الرجال
- رجالُ اللهِ لا أعني سواهمْ
- فضوءُ البدرِ ليس سنا الهلال
- ومنْ وجهٍ يكونُ سناهُ أيضاً
- كما أنَّ الهدى عينُ الضلالِ
- رجالُ الله لا أعني سواهم
- يميزه المحل وليس غير
- وليسَ يخالها منهُ بوجهٍ
- ولمْ يكثرْ بها فاعلمْ مقالي
- دعاني في المودة ِ والوصالِ
- بألسنة ِ العداوة ِ والتقالي
- إذا كان الإمام يؤم قوماً
- همُ الأعلونَ آلَ إلى سفالِ
- وجيدٌ عاطلٌ لا شكَّ فيهِ
- يميز قدره عن جيد حالِ
- فآل المعتلى بأبي قبيس
- إذا شاء الصلاة إلى سفال
- كظهرِ البيتِ منزلهُ سواءٌ
- يؤدِّي من علاه إلى اعتلال
- ولكن في صلاتك ليس إلا
- ووجداً دائماً أخرى الليالي
- فإنَّ العبد عبد الله ما لم
- تراهُ دريئة ً بينَ العوالي
- لذلك إن أقيم على يقين
- إشارة ُ أسهمٍ عندَ النضالِ
- ومنْ بعضِ الزجاجِ هوى ً وعجباً
- يطيعُ العالياتِ منَ الطوالِ
- ألا إنَّ الطبيعة َ خيرُ أمٍّ
- وفيها الكون من حكمِ البغال
- ألا إنَّ الطبيعة َ أمّ عقمٍ
- إذا كان البغالُ من البغالِ
- ستورٌ في ظهور الخيلِ مهما
- رأيتَ الخيلَ ترمى بالمخالي
- إذا إنسانُ شخصٍ منْ فيالٍ
- تعينت اليمين من الشمال
- فقوٍ شمالهُ ليعودَ طلقاً
- فهذا حكمُهُ يومَ النزالِ
- وكن في القلبِ منه تكن إماماً
- إذا تدعو جحاجحة ً النزالِ
- مقارعة ُ الكتائبِ ليسَ يدري الـ
- ـذي تحويهِ رباتُ الحجالِ
- ففي الدنيا بدت أسماء ربي
- فعاينتِ النقائصَ في الكمالِ
- وفي الأخرى إذا حققتُ أمري
- أكونُ بها كأفياءِ الظلالِ
- كمالُ الأمرَ في الدنيا لكوني
- ظهرنا بالجلالِ وبالجمالِ
- وفي الأخرى يريكَ كمالَ ربي
- فنائي عندَ ذلكَ أو زوالي
- كمالُ الحقِّ في الأخرى يراهُ
- كمالي في الجنان بما يرى لي
- كمالي أنْ أكون هناك عبداً
- فمالي والسيادة َ قلْ فمالي
- وكن من أعظم الخدماء عندي
- بها صححت في الأخرى كمالي
- إذا كان التكوُّن بانحراف
- فعين النقصِ عين الاعتدال
- سبقتُ القومَ جدّاً واجتهاد
- على كوماءَ مشرفة ِ القذالِ
- أصابتْ عينُ منْ تهوى مناصي
- فقامَ بساقها داءُ العقالِ
- وكنتُ أخاف من حدِّي وعدوي
- أصابَ بنظرة ِ الداءِ العضالِ
- وكنتُ منَ السباقِ على يقينٍ
- فأخرني القضاءُ عنِ النوالِ
- بأعمالي فبتُ لها كئيباً
- اردّد زفرتي من شغلِ بالي
- ولكني سبقتُ القومَ علماً
- ومعرفة ً إليهِ فما أبالي
- فإنَّ الله ينزلني إليه
- بعلمي بالكثيبِ مع الموالي
- وهذا العلمُ كنتُ بهِ كريماً
- أردّ به السفالَ إلى الأعالي
- من العمال قد عصموا وفازوا
- فأجني منهمُ ثمرَ الفعالِ
- نفخت بعلمنا روحاً كريماً
- بأجسامٍ منْ أعمالِ الرجالِ
- فإني قدْ سبقتهمْ اعتناءً
- بتعليمي إلى دارِ الجلالِ
المزيد...
العصور الأدبيه