الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> حسٌّ يفرقُ والأرواحُ تتحدُ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- حسٌّ يفرقُ والأرواحُ تتحدُ
- أنا الفقير وأنت السيد الصمدُ
- أنت الذي بجمالِ الكون ينفرد
- وأنتَ أيضاً بذاتِ العينِ تتحدُ
- فليسَ يبقى لعينِ الاتحادِ بنا
- في كوننا كثرة ٌ تبدو ولا عددُ
- العلمُ يشهدُ أنَّ الأمرَ واحدة ٌ
- كما أتتك به الآياتُ فاتئدوا
- لو كلف الخلقُ ما عاشوا عبادته
- من غير حدّ لما ملوا وما عبدوا
- تغلي من أجلي أجفاني لنارِ هوى
- بالقلبِ من داخل الأحشاء تتقدُ
- لله قومٌ بتركِ الاقتداء شقوا
- وآخرون بترك الاقتدا سعدوا
- الحقُّ أبلجُ ما يخفى على أحدٍ
- وقد تنازع فيه النسر والأسد
- عليهِ أجمعَ أهلُ الأرضِ كلهمْ
- عقلاً وشرعاً فما يرمى به أحد
- من أعجب الأمر فيهم ما أفوه به
- همُ المقرونَ بالأمرِ الذي جحدوا
- وإنما اختلفت فيه مقاصدهم
- فنعمَ ما قصدوا وبئسَ ما وجدوا
- إلا إمامٌ بعينِ الشرعِ أدركهُ
- له الإصابة ُ نعمَ الركنُ والسند
- هوَ الكريمُ فما تُحصى مواهبهُ
- من العطايا ومنه الجودُ والرفد
- لما توهمَ أن الأمر مغلطة ٌ
- عقلُ المنازعُ تاهَ العقلُ فاستندوا
- إلى الشريعة ِ لا تلوي على نظرٍ
- منَ العيونِ التي أصابها الرمدُ
- لو أنها شفيتْ مما بها نظرتْ
- يعطي العلومَ بسيرِ الكوكبِ الرصدُ
- وإنَّ ربك بالمرصادِ فازدجروا
- يدري بذلك سبَّاقٌ ومقتصد
- ترنو إليك عيونٌ ما لها بصر
- لما تمكَّنَ منها الغلُّ والحسدُ
- وذاك حين رأت كشفاً قد اختلفت
- عليه عند ذوي ألبابه الجدد
- فقال شخص بما الثاني يقابله
- وكلهمْ ناظرٌ في اللهِ مجتهدُ
- منوَّع في التجلي حكمه أبدا
- ما ثم روحٌ تراه ما له جسد
- فلو تجلى إلى الاسرار كان له
- حكم يخالف هذا ما له أمد
- وإنما يتجلى في بصائرنا
- فيحكمُ الوهمُ فيه بالذي يجدُ
- وقتاً ينزهه وقتاً يشبهه
- وقتا يمثله جسما ويعتقد
- إنَّ الحديثَ على ما قدْ تخيلهُ
- وقد تحكم فيه الغيُّ والرشد
- سبحانه وتعالى أنْ تراه على
- ما قد رأى نفسه فإنه الأحد
- والواحد الحقُّ لا غير يشفعه
- والغيرُ ما ثمَّ فاسترهُ إذا يردُ
- لو كان لي نظر في ما نظرت
- عيني إليه به ما ضمني البلد
- هوَ الأمينُ الذي آلى بهِ قسماً
- في حقِّ منْ لمْ يكنْ لكونهِ أمدُ
- لو انتفى الأزل المعلومُ عنه كما
- عنه انتفى إذ نفاه الحال والبلد
المزيد...
العصور الأدبيه