الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الناسُ أولاد حوّاء سواي أنا >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- الناسُ أولاد حوّاء سواي أنا
- فإنني ولد للوالدِ الذكرِ
- إن الأنوثة من نعتِ الرجال لذا
- تراهمُ يحملون العلم في الصورِ
- فيصبحونَ حبالى حاملين بهِ
- حملَ السحابِ لما فيها من المطرِ
- يحي بهِ كلُّ ميتٍ لا حراكَ بهِ
- فيشكر الحيّ شكرَ الزَّهر للزهر
- فالزهرُ أسماؤهُ الحسنى بجملتها
- والزهرُ ما أعطتِ الأسماءُ منْ أثرِ
- يا رحمة َ اللهِ قدْ حزتِ الوجودَ فما
- في الكونِ مقلة ُ عينٍ تخلو منْ نظرِ
- بهِ يرونَ وجودَ الكونِ فيهِ كما
- يرون فيه وجودَ الحقِّ في البشر
- ما بين ضمٍّ وفتحٍ قد بدتْ عبر
- لكلِّ قلبٍ سليمٍ فيهِ معتبرِ
- تربى على قوة ِ الأرواحِ قوتُهُ
- فليسَ يحرقهُ الإدراكُ بالبصرِ
- لأنه سبحات الوجه فاعتبروا
- في النورِ والظلمة ِ العمياءِ والغيرِ
- هما الحجابُ لها ولم يقم بهما
- إحراقها لا ولا ما فيه من ضرر
- والحجب ليس سوانا وهو خالقنا
- ونحنُ مجلى ً لهُ بالسمعِ والبصرِ
- كذا رأيناهُ ذوقاً في مشاربِنا
- كما رويناه فيما صح من خبر
- هوَ القويُّ حينَ ما تعطي جوارِحنا
- من النتائج فانظر فيه وادّكر
- لولاهُ ما نظرتْ عينٌ ولا سمعتْ
- أذن لما قد تلاه الحقُّ في السور
- الله يخلقنا والله يخلفنا
- على الدوام كما قد جاء في الزبر
- وما له خبرٌ فينا يخبرنا
- سوى الذي نحن فيه اليوم من سير
- وما تكونَ عنهُ منْ تقابلنا
- في جنة ِ الخلد والمأوى على سرر
- ومنْ يكونُ على ضدِّ النعيمِ بما
- يلقاهُ منْ ألمِ الضراء في سقرِ
- ليسَ التعجبُ منْ هذا وما عجبي
- إلا بأني مع الأنفاس في سفر
- دنيا وآخرة ٌ فانظرْ ترى عجباً
- في حالِنا واعتبرهُ صنعَ مقتدرِ
- والجوهر الأصل باقٍ لا زوال له
- هوَ المحلّ لما بيديهِ منْ صورِ
- الله جلى لنا ما قد جلاه لنا
- على صفاءٍ بلا شَوْبٍ ولا كَدَرِ
- لذا أرى زمراً تأتي على زُمَرٍ
- كما أتتْ في كتاب الله في الزمر
- إنَّ المياه على مقدار أعينها
- فمنه منهمرٌ وغير منهمِر
- إنَّ السحابَ بخارُ الأرضِ أنشأهُ
- ماء يحلله للنجمِ والشجرِ
- شيئاً فشيئاً ويبقى بعضها لندى ً
- أو تستحيل هواء في ذرى الأكر
- لذا رأيت خروج الودْق من خللِ
- فيهِ ليبرزَ ما في الروضِ من ثمرِ
المزيد...
العصور الأدبيه