الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> الحمدُ للهِ جلَّ اللهُ منْ خالقٍ >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- الحمدُ للهِ جلَّ اللهُ منْ خالقٍ
- وهوَ العليمُ بنا الفاتِقُ الراتقْ
- قدْ ضمَّ شملي بهِ إذْ كنتُ في عدمٍ
- لا علمَ عندي بمخلوقٍ ولا خالقْ
- حتى إذا برزتْ بالكونِ أعيننا
- علمت بالكونِ قطعاً أنه الخالق
- وأنهُ واحدٌ لا شريكَ لهُ
- إلا القبولُ فأنى فيهِ بالصادقْ
- والله لو علموا ما قلته سجدوا
- لكلِّ ذي نظرٍ في علمهِ فائقْ
- سرابٌ مجلاه في إنسان ناظرهم
- ماء يموِّجه أنواره غارق
- سرابُ أحبابه على اختلافهمُ
- في الحب فيه شرابٌ صفوهُ رائق
- شِربٌ إذا نادموه في مجالسهم
- بما تلاهُ عليهمْ كلهم ناطقْ
- لا ينظرون إلى غير فيحجبهم
- ويحذرون لديه فجأة الغاسق
- وكلهم في جمالِ اللهِ حينَ بدا
- للناظرين إليه الهائمُ العاشق
- لو حققوا ما رأوه لم يروه سوى
- لهمْ ولكنهمْ أعماهمُ الطارقْ
- وكادهم فنفوا عنه نفوسهمُ
- وهكذا جاءَهم في سورة ِ الطارقْ
- إنَّ الذي فلق الإصباح قال لنا
- بأنه للنوى والحبِّ بالفالق
- أين الصباحُ وأين الحب فاعتبروا
- فشمسُ إعلامه في شرقه شارق
- إنَّ الصباحُ من أجلِ العينِ أبرزهُ
- والحبُّ للروحِ فانظر حالة َ الفارقْ
- فالحبُّ أشرفُ منْ عينِ الصباحِ فكنْ
- بما أتيتَ به لفهمك الواثق
- لذاكَ قدمهُ على الصباحِ فإنْ
- تعدلْ بهِ فلقاً فلستَ بالصادقْ
- إنَّ الصباحَ قديمٌ للنوى وكذا
- للحبِّ وهو لهذا الهائم الرامق
- روحٌ تولدَ عن حبٍّ تولدَ عنْ
- نورٍ تولدَ عنْ عناية ِ الرازقْ
- الله يخلفه والله يخلفه
- لذا هوَ الدهرُ من أسمائِهِ الفائق
- إنْ لم أكن سابقا في كلِّ ما نطقتْ
- به التراجمُ كنت المقتفي اللاحق
- إني لأقذفُ بالحقِّ المبينِ على
- ما كانَ منْ باطلٍ ليمسي الزاهقْ
المزيد...
العصور الأدبيه